لا خير في لذة من بعدها سقر
ما أجمل الإنسان حينما يقول لشخص آخر يحبه إني أحبك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أحببت شخصا فأبلغه بأنك تحبه، وما أجمل هذا الإنسان وهو يجد نفسه محبوبا بين الناس
الجمعة / 8 / صفر / 1437 هـ - 15:45 - الجمعة 20 نوفمبر 2015 15:45
ما أجمل الإنسان حينما يقول لشخص آخر يحبه إني أحبك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أحببت شخصا فأبلغه بأنك تحبه، وما أجمل هذا الإنسان وهو يجد نفسه محبوبا بين الناس. أما الأجمل مع هذا كله هو ما كان من هذا الحب في الله، ولله، وليس من أساس منافع أو مصالح شخصية ينتهي فيها هذا الحب كيفما انتهت به هذه المنافع والمصالح. يقول صلوات ربي وسلامه عليه: المتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الأنبياء والشهداء، فالحب إذا خلق جميل ورفيع ومع هذا هناك من الناس في عالمنا المعاصر من لا يفعّله على النحو الذي جاء به الإسلام من العفة والنزاهة وبناء الجسور الطيبة والعلاقات الحسنة فيما بينهم، وفيما يعود عليهم بالنفع والفائدة. يقول أحد الشعراء في الحب العفيف:كم قد خلوت بمن أهوى فيمنعني * منه الحياء وخوف الله والحذركذلك الحب لا إتيان معصية * لا خير في لذة من بعدها سقروللحب أنواع كثيرة: أهمها وأعظمها الحب في الله والبغض في الله بالإضافة لمحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وعموم الأنبياء والرسل والصحابة فضلا عن حب القرآن الكريم والعبادات التي أمر الله بها وكذلك حب الوالدين والأقارب والأصدقاء والوطن والعلم النافع وجمال الطبيعة. وفي كتاب الله العزيز ما يبين مدى أهمية الحب على المحك السلوكي من ذلك مثلا: إن الله يحب التوابين ويحب الصابرين ويحب المحسنين ويحب المقسطين. مقابل آيات أخرى على النقيض من هذه المحبة إذا ما اقترن سلوك الإنسان بما لا يرضي الله فضلا عن الضرر بالآخرين كما في قوله تعالى: إن الله لا يحب كل مختال فخور، لا يحب المفسدين، لا يحب المسرفين، لا يحب الظالمين. علما أن من المحبة ما يكون منها على صيغة ابتلاء ليختبر بذلك سبحانه وتعالى عبده المؤمن ويقيس إيمانه فضلا عن تكفيره للذنوب التي علقت به وتفريغ قلبه من مشاعل الدنيا الفانية إلى حيث الانشغال بما ينفعه في الدنيا والآخرة كما في الحديث: إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه. كما أن الحب بقدر ما له من فوائد عظيمة وانعكاسات طيبة على الذات الإنسانية بقدر ما له أضرار وانعكاسات مخلة في عالم الكون والحياة، ولعل أول هذه الانعكاسات الضارة والمخالفة بكل تأكيد محبة غير الله وتعبده وهو ما يدخل في نطاق الشرك المنافي لتوحيد الألوهية، وكذلك محبة أناس بذاتهم على حساب حقوق آخرين كسبا في رضاهم أو طمعا فيما لديهم من مال أو غير ذلك من الجوانب الأخرى غير المشروعة وما ينجم عنها من بخس وظلم عظيم، فما أجمل الحب على النحو الذي جاء به الإسلام. ذلك لأنه يمثل روح الحياة وإكسيرالقلوب، ولقد صدق من قال: لو ساد الحب بين الناس لما احتاجوا للعدل ولا إلى قوانين. رزقنا الله وإياكم حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا من حبه.