الزوجة الثانية.. رغبة أم نزوة؟
في هذه الحياة مشكلات كثيرة تجب علينا مواجهتها والتكيف معها مهما كبر حجمها، وإن من أغرب هذه المشاكل حين يقوم البعض بالارتباط فقط لمجرد نزوة عابرة ولسان الحال يقول له:
الخميس / 7 / صفر / 1437 هـ - 14:00 - الخميس 19 نوفمبر 2015 14:00
في هذه الحياة مشكلات كثيرة تجب علينا مواجهتها والتكيف معها مهما كبر حجمها، وإن من أغرب هذه المشاكل حين يقوم البعض بالارتباط فقط لمجرد نزوة عابرة ولسان الحال يقول له: ليس الزواج لشهوة وغريزة إن الزواج تعفف وطهور يتزوج أحدهم دون أن يلقي بالا للعواقب ناسيا أو متناسيا ما هو الزواج وما شروطه وواجباته، ولم يفكر حتى من باب الإنسانية بمشاعر تلك الفتاة التي لا ذنب لها سوى أنها قبلت به. ما جعلني أفكر في كتابة هذا الموضوع هو قصة صديقة عزيزة أثارت بها مشاعري ولعلها لمست شيئا في نفسي، هي فتاة كسائر الفتيات تحلم بمستقبل مشرق بجوار زوج محب وإنشاء أسرة، هذا حلم كل فتاة، تزوجت وعانت في زواجها الأول كثيرا وما لبثت أن طلقت، وفي الزواج الثاني كادت تطير فرحا لأن الله عوضها خيرا بهذا الزواج، كان رجل علم ودين عاملها بالمعروف، تعلقت به كثيرا لحسن تعامله كانت الزوجة الثانية ولم يمنعها ذلك من التعلق به وهذا السائد في مثل حالتها لأنها لم ترج إلا الستر والاستقرار، استمر الزواج لمدة أسبوعين فقط وفي الأسبوع الثالث قال لها: أنا مريض وسأذهب إلى بيتي وطلب منها الذهاب إلى بيت أهلها حتى يشفى، ذهبت إلى أهلها وهي تحمل كثيرا من التساؤلات، وبعد أسبوع اتصل بها وأخبرها بأنه لا يستطيع أن يكمل معها المشوار! هكذا وبدون سابق إنذار ودون مشاكل، وقعت كلماته كالصاعقة على قلب تلك المسكينة التي أحبته بصدق، فقالت له: أوضح لي الأسباب هل أخطأت في حقك يوما! وهل قمت بتصرف يزعجك؟ ولكنه للأسف لم يجب على تساؤلاتها، فالجواب الوحيد هو أنه أخذ ما أراد وانتهت النزوة وعاد لزوجته الأولى وتركها بكل سهولة. إن من يتصرف بهذه الطريقة ويظلم مثل هذه الفتاة لا بد أن يصدق عليه قول القائل: (وما من ظالم إلا سيبلى بأَظلم)، ألا يخشى هذا مغبة ظلمه في هذه الحياة الدنيا، أو في الدار الآخرة: أما والله إن الظلم شؤم وما زال المسيء هو الظلوم إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند الله تجتمع الخصوم لماذا يسمح لمثل هذا باللعب بمشاعر الفتيات؟ وهل يرضيه أن يفعل ذلك بابنته أو أخته أو إحدى قريباته؟ فالزواج ارتباط شرعي مقدس وهو مقترن بالاستطاعة، فإذا علم من نفسه عدم الاستطاعة فلا يحق له الزواج في الأصل فضلا عن الزواج بالثانية، فالأغلب من الرجال يعتقدون أن الزواج الثاني حق مطلق للرجل أيا كان وضعه وهذا ما جعلنا نرى كثيرا من الأسر المفككة بسبب الزواج الثاني دون أن يقدر وضعه وقدرته مما جعل صورة الزواج الثاني مشوهة مشوشة عند كثير من الناس لأن للزواج الثاني شروطا وضعها الإسلام ومن خاف أن يخالف أحدها فالأولى له البقاء على واحدة حتى لا يعرض نفسه للحساب يوم القيامة. والطلاق بدون سبب شرعي مكروه لما يترتب عليه من ضرر وإعدام للمصلحة وتشتيت للأسرة فضلا عن الأثر النفسي الذي يقع على هذه الفتاة أو غيرها. ومما أنصح به التي تمر بهذه المعاناة من الفتيات ألا تستسلم لمثل هذه المواقف وأن تنطلق في الحياة تاركة الماضي خلفها مستبشرة بأن ما كتبه الله لها هو الخير وألا تذرف دموعها على من تركها وذهب.