معرفة

الأحساء المبدعة تعيد الثقافة والطاقة للشرقية

من فن المزمار في مهرجان الأحساء المبدعة (مكة)
في تظاهرة استثنائية، توافد نحو 15 ألف زائر مساء أمس الأول، واكتظت بهم جنبات قلعة أمانة الأحساء التراثية، لمشاهدة عروض الفنون الشعبية والحرف اليدوية داخل مهرجان الأحساء المبدعة، ضمن حزمة فعاليات موسم الشرقية 2019 تحت شعار «الشرقية ثقافة وطاقة».

ففي ساحات القلعة تتسابق ألوان الفنون الشعبية الأحسائية بتقديم عروضها، وتستقبل الزوار بتطاير ماء الورد الذي يتناثر فوق رؤوسهم حينما تجوب «درزة المعرس» أرجاء المهرجان، مرددين أغنيته الشهيرة «يا معيريس عين الله تراك.. القمر والنجوم تمشي وراك».

في حين يتعالى صوت «المزمار» معلنا بدء فن «الليوه» الذي عرف بجماله، ورقصاته الطربية الخليجية، وكلماته التي غلب على الزوار حفظها وترديدها، مازجة بين البحر والنخل، في صورة تفاعل معها عشاق الفن الشعبي.

وفي زاوية أخرى يقف 50 رجلا بزي واحد وفي صفوف متقابلة لتأدية العرضة الحساوية، عبر تناغم الطبول، وتسابق طرق الدفوف، ينشدون أهازيج الفرح والنصر، متمايلين برقصاتهم، رافعين السيوف، تعبيرا عن الفرح، كعادة عرفت عن العرضة السعودية منذ القدم.

كما تقودك منصات عازفي العود والكمان في أركان المهرجان إلى المسرح وسط الأحساء المبدعة، لترسم أنغام الطرب، لون «المجيلسي» الفني القديم، والذي عرف قديما عن تراث الأحساء، وارتباطه بالأعراس وإطلالة المناسبات السعيدة والسمرة، والتي يقودها شاعر وفنان من الأحساء لإعادة الفن القديم وأغانيه الشعبية للحفاظ عليها من الاندثار وإحيائها.