تفاعل

رثاء

حاتم حسن قاضي
رثاء في فقيد العلم المؤرخ العلامة الدكتور محمدالحبيب الهيلة الزيتوني، الأستاذ بجامعة الزيتونة وجامعة أم القرى بعد أن أدركته المنية في باريس الخميس ليلة أول رجب 1400 عن عمر ناهز 88 عاما، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، إنه سميع قريب.

خطب عظيم فتَّ في الأعضاءِ

وأثار أحزاني وكدر مائي

قالوا اختفى بدر أضاء سماءنا

والموت حل بشيخنا المعطاءِ

فقدان هيلة للدموع أسالها

فبكيته والحزن في أحشائي

وتفطرت حزنا قلوب أحبة

ففراقه من أعظم البلواءِ

واها على فقدانه وفراقه

واها على الأخيار والصلحاءِ

يبكيه تاريخ لمكة مثلما

تبكيه طيبة أجهشت ببكاء

بر تقي مخلص متورع

كم جاد في السراء والضراءِ

ذو شيمة ومرؤة وتواضع

وتبتل وشهامة وإباءِ

مهما مدحنا لا نفي بمديحه

فهو الجدير به بلا إطراءِ

وأحبه الحرمان فضل نازل

من فيض رب منَّ بالإعطاءِ

يولي عنايته بطلاب له

كي يدرسوا التاريخ باستقصاءِ

ورسائل علمية عن مكة

عن طيبة رمزا لكل وفاءِ

واليوم قد رحل الفقيد لربه

وشفيعه طه فذاك رجائي

تاريخ مكة خصه بعناية

خدماته مرئية للرائي

في حقل تاريخ كبحر زاخر

أو كالسحاب محمل بالماءِ

ومع تخصصه بتاريخ له

أيضا مشاركة مع الفقهاءِ

حقق فتاوى للبرزلي وفقهه

وله اجتهاد حاز كل ثناءِ

هو عمدة التاريخ معروف به

ورجاحة للعقل والعقلاءِ

وله مع التحقيق دور بارز

هذي النصوص بكته في الأنحاءِ

قد حل في البلد الأمين وطيبة

حاز الجوار بها مع الفضلاءِ

يا رب ألحقه بهم في جنة

أسكنه قصراً واسع الأرجاءِ

وإلى العفيفة زوجهِ وعيالهِ

والأهل والإخوان كل عزائي

وأقول للشيخ الحبيب فقيدنا

أبشر بنيل منازل الشهداءِ

ثم الصلاة على الحبيب المصطفى

طه المعظم أعظم الشفعاءِ

والآل والأصحاب ما حج الورى

يرجون مولاهم جزيل عطاءِ