ناقشت المجلة العربية ملف القوى الناعمة وتأثيرها على الجمهور وأبرز نماذج تطبيقاتها العالمية من خلال مجموعة من المقالات من دول عربية عدة، وتناولت بشكل خاص فاعلية هذه القوى في حالة المملكة العربية السعودية التي ترتكز على قيم فطرية حقيقية ذات علاقة وثيقة بالعمق الثقافي والحضاري للمملكة على المستويين العربي والإسلامي، والعمق السياسي والاقتصادي لها كواحدة من الدول المؤثرة في منظومة القوى العالمية.

وتضمن العدد حوارا مع الدكتور سيد نجم تحدث فيه عن ارتباط تجربته بأدب الحرب وانتقد فيها الأنماط النقدية التي تمتلئ بالمصطلحات الأجنبية وتميل إلى تلمس مآخذ العمل الإبداعي، كما يناقش الدكتور عبدالله رمضاني نظرية الحزن في التراث الإسلامي من خلال منجز الفيلسوف العربي الكندي، فيما يطوف محمود صباغ بالقراء في جولة مع سيرة عبدالله بك كاظم كاتم الأسرار وحاوي الأسلاك، والذي يعد أحد مؤسسي الاتصالات والبرق والبريد في المملكة.

في جانب آخر، تجول الكاتب مجدي إبراهيم مع رحالة عالميين عشقوا مكة، سجل فيها ما كتبه عدد من الرحالة والمستشرقين عن الحرم المكي والكعبة وبئر زمزم، ومنهم فارتيما الإيطالي، وجوزيف بتس الإنجليزي، كما تطرق إلى رحلة المارد آبادي الهندية إلى الجزيرة العربية، وفيما حضر المسرح عبر قراءة في أعمال هارولد بنتر، حضر التشكيل في دراسة حول غياب الابتسامات في قديم البورتريهات، وحول دلالات العيون الواسعة في الرسم.

وبعد موضوع عصرية تناول تقنية النانو ودورها في مواجهة التغير المناخي، عرض العدد مكتبته المقروءة الشهرية في مراجعات ضمت عددا من أبرز العناوين للكتب والمجلات المحلية والعالمية، كما نشرت مقالات عن الذكاء الاصطناعي وتأثير التقنية على حياتنا، قبل أن تختتم المجلة صفحاتها بتأبين تناول جوانب من سيرتي الأديبين الراحلين خلال الشهر الماضي، وهما عبدالله عمر خياط وعبدالله بن حمد الحقيل، في حين احتفى الغلاف الأخير بمسيرة الأديب السعودي محمد علي علوان.