معرفة

منتدى باشراحيل يستعرض جوانب ثقافة الجن

محاضرة أثارت حراكا تفاعليا حيويا قدمها الدكتور محمد بن مريسي بمنتدى محمد صالح باشراحيل الثقافي.

بدأ اللقاء بكلمة رئيس مجلس إدارة المنتدى الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل، والتي أشاد فيها بالمحاضر وعلاقته الثقافية وأنه تجمعهم محبة العلم والأدب وهذه العلاقة الأخوية منذ القدم ولا زالت مستمرة يسودها الوفاء والتقدير، فقد عرف الدكتور محمد بن مريسي بمنهجية علمية متفردة فهو قامة نقدية عرفت في المنابر المحلية والعربية والعالمية. ولعل اختياره لهذا الموضوع دلالة على اختياراته الحصرية والمثيرة التي تخدم المهتمين بالشأن الثقافي.

بعد ذلك تحدث بن مريسي عن تعريف الثقافة وأنها معادل موضوعي للحياة، وكل مخلوق مثقف بالفطرة، فكل عالم أو أديب مثقف والثقافة مستويات تختلف ما بين البشر، مبررا اختياره لثقافة الجن لأنهم عالم مشابه لعالم الإنس وقد جاء التكليف بالعبادة لكليهما، وهذه الثقافة ترتكز على ثلاثة جوانب:

الجانب الشرعي

الجن آمنوا وصدقوا برسالة محمد عليه الصلاة والسلام حين سمعوا القرآن وصدقوا بالرسالة فاستقر الإيمان في القلوب وأصبح التزاما وليس إلزاما، ثم بدأت المعرفة الثقافية لديهم من خلال معرفتهم بقدرات الخالق ومميزات الكتاب المنزل، فهذه ثقافة عالية صادرة من الجن وثقافة راقية لم يلحق بها الإنسان فتفوقوا بهذه الثقافة فأصبحت ثقافة معترف بها متطورة.

الجانب الفني

علاقة الجن بالشعر هي قضية طريفة جدا، وربما لا توجد علاقة، وهذا ما أؤكد عليه.

هناك واد اسمه عبقر ارتبط هذا الاسم بالشعراء رغم أنهم لا يلقون الشعر من الجن، وإنما هي مشاعر وأحاسيس اختلجت في صدر الإنسان فعبر عنها شعرا لأن مصادر الشعر ثلاثة هي: روح القدس، الشيطان، النفس تحكمها أنفس الإنسان الثلاث؛ المطمئنة، اللوامة، الأمارة بالسوء.

المشترك الثقافي بين الجن والحيوان

قد يتفوق الحيوان على الإنسان والجن أو العكس فقصة الغراب حاضرة في مشهدنا الثقافي: ذلك الغراب أصبح مثقفا أكثر من بني آدم.

فالمشترك بين الجن والحيوان من حيث الثقافة في تشكيل الجن الروحي على هيئة الحيوان، كذلك النمل والهدهد مع سيدنا سليمان عليه السلام هي دلالات على أن الحيوان أيضا يمتلك ثقافة فطرية غرسها المولى فيه كما أن تشكيل الجن على هيئة الحيوان يقوي هذا المشترك الثقافي بينهم.