مع تسارع وتيرة التقدم التقني وظهور شبكة الانترنت أصبح بمقدور الإنسان التواصل مع ملايين البشر ومخاطبتهم بالصوت والصورة وبجودة ودقة عاليتين في غضون لحظات ومن هاتفه الجوال الذي لا يتجاوز عرضه وطوله بضعة سنتيمترات. هذا التوسع في استخدام التقنية جعل وجود الانترنت من الأمور الضرورية والمهمة في كل منزل ومكتب ودائرة حكومية وشركة، وظهر لدينا مصطلح «انترنت الأشياء (Internet of Things IoT)» الذي تم تداوله على نطاق واسع.

أول من أطلق مصطلح انترنت الأشياء هو البريطاني كيفن أشتن عندما كان يعمل لدى شركة بروكتر أند قامبل عام 1999، ويعد السيد أشتن أحد رواد التقنية ومؤسس عدد من الشركات التقنية، فماذا يعني هذا المصطلح؟ وفيم تكمن أهميته؟

انترنت الأشياء عبارة عن مفهوم يشير إلى مقدرة الأجهزة بمختلف أنواعها سواء الالكترونية أوالكهربائية أو غيرها (كأجهزة التلفاز والراديو والكاميرات والساعات) أو الأجهزة المنزلية (كالثلاجات والمبردات وأجهزة التكييف والتسخين والإنارة)، وكذلك السيارات وأجهزة الاستشعار وغيرها من الأجهزة التي تستخدم في كل مناحي الحياة من التواصل مع بعضها البعض عن طريق الانترنت وتبادل المعلومات فيما بينها، وتحكم الإنسان في كل ذلك. فكل أنواع الأجهزة ستحتوي على شرائح الكترونية تمكنها من الاتصال بالانترنت وإرسال البيانات والتواصل مع أجهزة أخرى موجودة على الشبكة.

لتوضيح الصورة بشكل أفضل، لنأخذ هذا المثال البسيط: لو اشتريت ثلاجة حديثة (مبرد كما يسميه البعض)، وكانت هذه الثلاجة مصنعة لتعمل كثلاجة ذكية لها القدرة على الاتصال بالانترنت فسيصبح بإمكانك التواصل معها والتحكم بها وبكل خصائصها (كدرجة التبريد والإضاءة داخل الثلاجة وغيرها) وتشغليها وإطفاؤها كذلك عن بعد (أي وإن كانت الثلاجة في منزلك الكائن في الرياض وكنت أنت وعائلتك في زيارة لمدينة جدة أو مكة أو حتى طوكيو في اليابان)، وبناء على نوع البرنامج الذي تعمل به الثلاجة فمن الممكن كذلك أن ترسل رسائل الكترونية أو نصية للمستخدم تفيده بنفاد أو قرب نفاد بعض الأصناف من الطعام والخضراوات والفواكه أو قرب انتهاء صلاحية بعض الأطعمة والمشروبات كالألبان مثلا، بالإضافة إلى إمكانية إرسال رسائل عن حالة بعض القطع الكهربائية أو «الكمبروسر» في الثلاجة، وذلك لكي تقوم بعمل صيانة مبكرة لها. وقس على هذا المثال قدرتك على التواصل والتحكم ببقية الأجهزة الالكترونية والكهربائية سواء المنزلية أو الطبية أو غيرها. هذا على المستوى الفردي أما على مستوى الحكومات والشركات فالحال مشابه، وذلك بأنه سيصبح بالإمكان ربط مختلف الأجهزة (وليس الحواسيب فقط) فيما بينها بالانترنت بغرض تبادل المعلومات.

اتصال هذه الأجهزة بالانترنت سيمكنها من التواصل مع بعضها ونقل المعلومات فيما بينها، مما سيساعد ليس فقط في أداء الإنسان لأعماله بشكل أفضل وأسرع بل ورفع كفاءة وجودة الخدمات المقدمة، وهذا أهم أهداف انترنت الأشياء، كما أنها ستزود الإنسان بكم هائل من المعلومات التي يمكن استخدامها في البحوث والدراسات لأغراض التطوير وتحسين الأداء.

aiman_altamimi@