البلد

من خطب الجمعة

الأخلاق الفاضلة

«إن تربية الأمة على الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة من خلال الاقتداء بالقدوات الصالحة والمؤثرة والاهتداء بها في الخطاب والمنهج والتطبيق من أعظم العوامل والأسس التي تسهم مساهمة عميقة في بناء الشخصية المسلمة المعتزة بدينها وثوابتها وانتمائها وتاريخها، ولأهمية عامل القدوة الصالحة وأثره الفاعل في التكوين والتربية والبناء، أمر الله نبيه أن يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل وقال له (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) وضرب الله لنا في القرآن بدائع النماذج لقدوات هم غرر في جبين الزمان كالأنبياء عليهم السلام.

الحديث عن القدوة من بيت النبوية كفاطمة حديث مغدق الثمار وعظيم الشأن له حلاوة ورونق وبهاء ، اختار الله هذه السيدة المباركة على علم وأودع في شخصيتها من الفضائل والكمالات ما زكاها به ورقاها في درجات العز والشرف، تربت رضي الله عنها في بيت النبوة وتخرجت بمدرسة أبيها، وتعلمت من مشكاة الرسالة ونهلت من علم زوجها علي رضي الله عنه وفقهه، فحازت أعلى المقامات وتشرفت بأعظم الثناء، وسطر لها التاريخ أنبل المواقف، وأفخم الوقائع في تعاملها مع ربها وأبيها وزوجها ومجتمعها، ولدت رضي الله عنها قبل البعثة النبوية بخمس سنوات في مكة وقريش تبني الكعبة، وأمها خديجة بنت خويلد أحب أزواج النبي إلى قلبه وصاحبة المواقف المشهودة، كانت فاطمة رضي الله عنها أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأحبهن إلى قلبه لأنها صحبته منذ نعومة أظفارها ولم تفارقه، وشهدت الأحداث الكبرى في حياته، ورأت من أحوال أبيها وأموره العجب، وشاركته معاناته وآلامه وأحزانه وهموم الدعوة».

خالد الغامدي - الحرمي المكي

المسلم المؤمن

«إن المسلم المؤمن قوي بإيمانه ثم هو قوي بإخوانه، المسلم يركن إلى إيمانه بربه في الشدائد والكربات ويعتصم بإيمانه بربه عند ورود الشبهات والشهوات ويستبصر بإيمانه في ظلمات الفتن والملمات ويحفظه الله بإيمانه في حال الرخاء والصحة والفراغ من السقوط والتردي في المتع والمحرمات وينال بإيمانه بربه أعلى الدرجات بعد الممات، كما أن المؤمن قوي بإخوانه فأخوة الإسلام أقوى من أخوة القرابة بالنسب ولذلك ينقطع التوارث بين المسلم والكافر.

لن تستقيم الحياة إلا بالقيام بحقوق أخوة الإسلام، فالواجبات منها ما هو للرب جل وعلا وهو الواجب الأعظم بتوحيد الله وعبادته، ومنها ما هو للخلق، وحقوق المسلمين على ثلاث درجات أعلاها الإثار وهو تقديم حاجة المسلم وحقه على حق النفس وهذه الدرجة فاز بها المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم، والدرجة الوسطى من درجات الأخوة الإسلامية أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، وأدنى درجات القيام بحق المسلم أن تكف شرك عنه فلا تظلمه في دم ولا مال ولا عرض ولا تقع بلسانك فيه ولا يدك ولا تبخسه حقا له ولا تمنعه من حق له مع بذل ما يوفقك الله له من الخير.

أعظم ما يضر الأخوة الإسلامية البدع المضلة، فالمبتدع يبغض من لايوافقه في بدعته ولا يجمع قلوب المسلمين إلا عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن تبعهم بإحسان، فهم المتحابون في الله وآخرهم يحب أولهم».

علي الحذيفي - الحرم النبوي