بات منظر الطوب الأحمر مألوفا في بعض جبال مكة وأحيائها العشوائية، وكلما أزيل حي عشوائي لصالح مشاريع تطوير مكة، قامت مكانه أحياء مستنسخة بكامل تفاصيلها الحياتية والبيئية من أحياء كانت إلى وقت قريب تشكل معضلة بجوار الحرم المكي الشريف، ولم ينته العمل من المشاريع التطويرية في أماكن تلك الأحياء المزالة، فها هي التجربة ذاتها تعاد في أماكن قريبة من الحرم ستشكل ذات المعضلة مستقبلا. وفي حي خميم العشوائي ترى النمو اللحظي مستمرا، ويسابق العمال رفع مواد البناء يدويا إلى رؤوس الجبال، وعين على عقارب ساعة الحرم، والأخرى على مواد البناء منذ ساعات الفجر الأولى وحتى يسمعون مآذن الحرم ترفع الصوت بالأذان. البيوت هي ذاتها، تركيبتها الأساسية الطوب الأحمر، ولطالما ارتبط بالعشوائية وارتبطت به، السلالم بالآلاف افترشت الجبال، والنفايات بالأطنان تردت من القمم، منازل بدون صكوك، تيار كهربائي مسروق من بعضها بعضا، صحة بيئية متردية، وما خفي تحت السقوف أعظم، كل هذا في موقع لا يبعد عن الحرم أكثر من بضعة كيلومترات فقط، وما زال في طور النمو. من جهتها أكدت هيئة تطوير مكة على لسان متحدثها جلال كعكي أن هناك دراسات حول معالجة العشوائيات ومنع نموها في مكة المكرمة، وخاصة تلك المواقع القريبة من الحرم المكي الشريف، لاستكمال الرؤية المستقبلية لمكة، وهي من مسؤولية أمانة العاصمة المقدسة. «مكة» راسلت مدير العلاقات العامة والنشر في أمانة العاصمة المقدسة المتحدث الإعلامي أسامة زيتوني عبر الواتس اب بناء على طلبه إلا أنه لم يرد على استفسارات الصحيفة، كما لم يرد على الاتصالات المتكررة على جواله.