ضياء عزيز ضياء مصمم بوابة مكة المحتفي بالضوء وألعاب الطفولة
اتخذ من البيئة المحلية في مكة وجدة موضوعاً أساسياً لأعماله، واجتهد في تسجيل الحياة الاجتماعية ضمن تفاصيل الحراك اليومي في البيوت القديمة، مهتماُ بالعمارة والحارة ومكوناتها، ورصدت أعماله التشكيلية اللوحية ألعاب الطفولة والزي والحدث والعادة والمناسبة، ولكنه لم يكتفي بالرسم على الألواح فقط، إنما تخطاها ليتحف مكة وجدة بعدة مجسمات تقف شامخة هنا وهناك
الاثنين / 13 / محرم / 1437 هـ - 16:45 - الاثنين 26 أكتوبر 2015 16:45
اتخذ من البيئة المحلية في مكة وجدة موضوعاً أساسياً لأعماله، واجتهد في تسجيل الحياة الاجتماعية ضمن تفاصيل الحراك اليومي في البيوت القديمة، مهتماُ بالعمارة والحارة ومكوناتها، ورصدت أعماله التشكيلية اللوحية ألعاب الطفولة والزي والحدث والعادة والمناسبة، ولكنه لم يكتفي بالرسم على الألواح فقط، إنما تخطاها ليتحف مكة وجدة بعدة مجسمات تقف شامخة هنا وهناك. عندما تفتقت قريحته الفنية على تصميم بوابة مكة المكرمة على شكل مصحف كبير موضوع على ساند ضخم تعبر من تحته السارات المتجهة إلى مكة في الطريق الرابط بينها وبين جدة، حرص على أن ينطلق نور قوي من كشاف عملاق، مثبت بشكل خفي في منتصف المصحف، ويتجه إلى السماء، ولكنه، كما يقول: لا أدري لماذا لم يكتمل تنصيب مجسم البوابة بتثبيت كشاف الضوء؟، وأتمنى أن يتم ذلك بعد كل هذه السنين. غير أن لنشأة الفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء في أسرة مرتبطة بالثقافة والأدب دور في تعلقه بمختلف أنواع الفنون منذ سن مبكرة، فعشق الفن منذ طفولته متأثراً بوالدته التي كانت ترسم بالألوان الزيتية لوحات زخرفية لتزيين المخدات والمفارش المنتشرة في مواقع مختلفة من البيت، ومتأثراً بأبيه الأديب الذي شجعه معنوياً ودفعه في طريق التذوق الفني في مختلف مجالاته، فتعلم العزف على آلة الكمان والعود وهو في الثامنة من العمر، وغنى للأطفال عدد من الأغانيات التي كتبها والده وقدمتها والدته عبر الإذاعة السعودية في برامج الأطفال. وعندما تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة بروما سنة 1971م ، أهله ذلك للعمل مدرسا للتربية الفنية بمدارس الثغر النموذجية، ثم احترف العمل الخاص فترة انتقل بعدها للعمل في الخطوط السعودية حتى تقاعد، ولكنه كان شغل العديد من المناصب في المؤسسات الوطنية المهتمة بالفنون كرس اهتمامه الفني في توثيق وجوه الشخوص التي سكنت ذاكرته عبر بورتريهات تفيض حيوية وتعبيراً، ثم سجل تفاصيل الحياة التي عاشها في حارته المكية، ولم يبتعد عن الاهتمام بقضايا بلاده الوطنية، كما لم ينأى بفنه عن القضايا العربية والإسلامية، فرصد الأحداث المؤثرة، سواء المحلية أو الإسلامية، وعبر عن معاني الشموخ والاعتزاز بوطنه وعروبته ودينه. اهتمامه بالقضايا الإنسانية دفعه لتصميم العديد من المنحوتات التي تتسم بالطابع التأثيري وأخرى يدمج فيها الرمزية بالتجريدية والتعبيرية الواقعية، كما في مجسمه 'حلم إنسان' المنتصب داخل مبنى الخطوط الجوية السعودية، وعمله الأحدث 'مجتمع المعرفة' الذي أبدعه من يتأمل لوحاته الفنية، الواقعية والواقعية التعبيرية، يلمس تلك البراعة المذهلة في التفاصيل التشريحية لعناصر أعماله، لا سيما حرفيته المذهلة في رصد الضوء وخلق حوارية بصرية بين مناطق خفوت وشدة الضوء وما تستتبعه من الظلال وتدرجات ألوانها، وتكوينها المذهل، خصوصا في لوحاته المعنونة: السمبوسك، الزمبيل، الغميضة، يوم الكوي، قهوة الشجرة.