أحلام البسطاء والزمن الجميل
الخميس / 16 / رمضان / 1439 هـ - 22:30 - الخميس 31 مايو 2018 22:30
لكل شخص منا لحظات خاطفة، تتكرر بين فينة وأخرى، يلتقط فيها صورا من الماضي يحن إليها، وتتراءى له تفاصيلها.
سعود ومبارك وأنا، كنا هنا نجلس في ركن ممتلئ بالأمان، نعرف تفاصيل الشارع من حولنا.
الشارع ملكنا، وكل شخص غريب يخضع للتحقيق والتفتيش إن كان في مثل سننا، وإن تخطانا تلحقه أعيننا ريبة وشكا حتى يغادر. علما أننا لا نحرس الشارع ليلا، فأحاديث أمهاتنا عن الظلام والأشباح ترعبنا فيظل خاليا سوى من ذكرياتنا.
نحتفل مع كل بيت في شارعنا، نرقص فرحا لفرحهم، ونبكي لبكائهم، وكل البيوت كانت لنا فيها أمهات، يعتبروننا من أبنائهن، لا يفرقن بيننا. نشارك الجيران أكلهم، نفترش وسائدهم، ندخل ونخرج متى شئنا في النهار، نعرف تفاصيلهم حتى أسماء خالاتهم وعماتهم.
كانت بيوتنا آمنة، حتى في حالة أخطائنا وحق علينا العقاب فإن الجدة ستحمينا، لأن الجميع يقول لها: السمع والطاعة، ومحروم من لم تكن له جدة.
طموحاتنا بسيطة: أن نخرج لزاوية الشارع، لنستكشف الجديد، أحلامنا متواضعة جدا، وأحيانا خجولة من ضيق الحال، لكننا كنا سعداء جدا لأننا نتشارك في ألعابنا.
شوارعنا كانت نظيفة، لها رائحة عطرة وزكية، حتى التراب لا يؤذينا رغم أننا نمكث فيه أغلب النهار ومع ذلك لا نتسخ منه، ولا يرهقنا غباره فصدورنا كانت سليمة.
أفكارنا أحيانا شقية، لكنها غير مؤذية، لأنها تكون مصدر بهجتنا، وأحاديثنا المستقبلية منبع اعتزازنا، وإذا سهرنا ننتظر السحور في رمضان، لأن الليل يرعبنا فلا يجمعنا معا إلا رمضان، وأحاديث موائدنا المليئة بكل أصناف البيوت والأمهات.
إنها لحظات نبحث عنها، وعن تلك الصورة القديمة، ولا نخجل منها حتى لو غيرت ملامحنا قسوة السنين.
وأنا وأنت لا نبحث عن تلك الصورة فقط! بل نبحث عن ذلك الطفل السعيد الذي ملأت عينيه البراءة، وغير معني بهموم الكبار.
سعود ومبارك وأنا، كنا هنا نجلس في ركن ممتلئ بالأمان، نعرف تفاصيل الشارع من حولنا.
الشارع ملكنا، وكل شخص غريب يخضع للتحقيق والتفتيش إن كان في مثل سننا، وإن تخطانا تلحقه أعيننا ريبة وشكا حتى يغادر. علما أننا لا نحرس الشارع ليلا، فأحاديث أمهاتنا عن الظلام والأشباح ترعبنا فيظل خاليا سوى من ذكرياتنا.
نحتفل مع كل بيت في شارعنا، نرقص فرحا لفرحهم، ونبكي لبكائهم، وكل البيوت كانت لنا فيها أمهات، يعتبروننا من أبنائهن، لا يفرقن بيننا. نشارك الجيران أكلهم، نفترش وسائدهم، ندخل ونخرج متى شئنا في النهار، نعرف تفاصيلهم حتى أسماء خالاتهم وعماتهم.
كانت بيوتنا آمنة، حتى في حالة أخطائنا وحق علينا العقاب فإن الجدة ستحمينا، لأن الجميع يقول لها: السمع والطاعة، ومحروم من لم تكن له جدة.
طموحاتنا بسيطة: أن نخرج لزاوية الشارع، لنستكشف الجديد، أحلامنا متواضعة جدا، وأحيانا خجولة من ضيق الحال، لكننا كنا سعداء جدا لأننا نتشارك في ألعابنا.
شوارعنا كانت نظيفة، لها رائحة عطرة وزكية، حتى التراب لا يؤذينا رغم أننا نمكث فيه أغلب النهار ومع ذلك لا نتسخ منه، ولا يرهقنا غباره فصدورنا كانت سليمة.
أفكارنا أحيانا شقية، لكنها غير مؤذية، لأنها تكون مصدر بهجتنا، وأحاديثنا المستقبلية منبع اعتزازنا، وإذا سهرنا ننتظر السحور في رمضان، لأن الليل يرعبنا فلا يجمعنا معا إلا رمضان، وأحاديث موائدنا المليئة بكل أصناف البيوت والأمهات.
إنها لحظات نبحث عنها، وعن تلك الصورة القديمة، ولا نخجل منها حتى لو غيرت ملامحنا قسوة السنين.
وأنا وأنت لا نبحث عن تلك الصورة فقط! بل نبحث عن ذلك الطفل السعيد الذي ملأت عينيه البراءة، وغير معني بهموم الكبار.