يا مسترخص

الأربعاء - 07 فبراير 2018

Wed - 07 Feb 2018

في كندا، وبالتحديد في مطار تورونتو وقبل شهر من الآن، هبطت الطائرة التابعة لشركة ويست جت «Westjet» على المدرج «Runway»، ثم أكملت طريقها متجهة إلى الموقف المخصص لها، وأثناء وجودها في ممر الطائرات «Taxiway» وقبل وصولها إلى الموقف فوجئ قائد الطائرة والركاب بطائرة (بدون ركاب) تابعة لشركة سن وينج «Sunwing» تدفع إلى الخلف تجاههم إلى أن ارتطمت بهم. نتج عن هذا الارتطام حريق في مؤخرة طائرة «Sunwing»، وتمكن الركاب والملاحون من مغادرة الطائرة المنكوبة عن طريق الزلاقات «sliderafts» بسلام ولم يسجل الحادث أي إصابات.

هذه النوعية من الحوادث أصبحت وعلى مستوى العالم أمرا غير نادر، ففي مطار ما نسمع عن مركبة اصطدمت بطائرة، وفي مطار آخر عن معدة دخلت في محرك طائرة، وبوابة متحركة «jetway» مزقت جناح طائرة، وسير حقائب اخترق جسم طائرة.. إلخ. تقع هذه الحوادث في كل مكان من العالم دون استثناء، والأسباب التي تؤدي إلى وقوعها كثيرة، لكني أرى - ومن وجهة نظر شخصية - أنها تكاد ترجع إلى سبب واحد، هو نظرة شركات الخدمات الأرضية لعدد من الوظائف التابعة لها، فهي تعدها وظائف بسيطة وسهلة وغير مهمة، وحتى نتحدث بموضوعية أكثر نعود إلى الحادث الذي حصل في مطار تورونتو، فالشخص المساعد للرجل الذي دفع الطائرة إلى الخلف عن طريق «Pushback» يبلغ أجره نحو 11 دولارا للساعة الواحدة قبل رفعه الآن إلى 14 دولارا! طائرات تقدر قيمتها بين 100 مليون و375 مليون دولار يتم تحريكها بالكامل من موقع إلى آخر بواسطة شخص عمره 19 سنة، يتسلم 11 دولارا للساعة! (هذا ونحن في كندا ما رحنا بلدان ثانية). كل هذا لتضمن شركات الطيران تكاليف (رخيصة) تستطيع من خلالها المنافسة بأسعار (رخيصة)، وهنا أصل المشكلة! عندما تعرض حياة شخص بسيط لم يتلق تدريبا مناسبا ولا مرتبا كريما إلى خطر من أجل التوفير وحسب! من أجل أن أحصل في نهاية السنة على مكافأة سنوية دسمة (بونص) لأني وفرت على حساب حياة موظفين! تنافس بين الشركات يضمن للراكب سعرا رخيصا مقابل حياته الغالية، تنافس شرس بين شركات الطيران (انطحن فيه الموظفون)، موظفون يقومون بأداء أعمالهم في ظروف قاسية، في تورونتو مثلا حيث حصلت الحادثة المذكورة أعلاه كانت درجة الحرارة 15 تحت الصفر، إضافة إلى الإرهاق الذي يحدث للعمال بسبب وجودهم في الساحة، فكيف ترتطم مركبة صغيرة (سيارة عادية) تسير بسرعة لا تتجاوز 25 كلم/ساعة بطائرة! إلا بسبب الإرهاق.

يقع الحادث ويصيح المسؤول فيطرد الموظف، وتدخل شركة الطيران في دوامة مع شركة التأمين، وتخرج الطائرة من الخدمة لمدة من الزمن، فتتأخر الرحلات ويلغى بعضها، والسبب ببساطة (يا مسترخص يا متنعص!).

5 مليارات دولار التكلفة السنوية المقدرة للحوادث في ساحات المطارات عالميا

70 % من الحوادث في ساحات المطارات بسبب الخطأ البشري

250 ألف دولار متوسط تكلفة الحوادث في ساحات المطارات

ALSHAHRANI_1400@