عبدالله محمد الشهراني

ميت يعرقل مشلولا!

الأربعاء - 22 مارس 2017

Wed - 22 Mar 2017

كان يا ما كان، في حاضر الزمان، سيدة مباركة تدعى مكة، تعيش في أمن وأمان وسعة رزق، يحبها ويهتم بها الجميع المسؤول والشخص البسيط. أنجبت السيدة مكة توأم أسمتهما “قطار ومطار”، فرحت مكة بتوأمها فرحا شديدا بعد طول انتظار، واستبشر كل من حولها (جاور السعيد تسعد)، فرح الجميع لمكة لأنها في حاجة ماسة إليهما، خصوصا أن ضيوفها في ازدياد وتحديات المستقبل أمامها كبيرة.



إلا أن التوأم قطار ومطار كانا عاقين بوالدتهما السيدة مكة، لقد صرفت السيدة مكة بسخاء على ابنها قطار لكي يقف على قدميه وينطلق في مساره ما يقارب 70 مليار ريال، لكنه بقي متجاهلا كل تلك المعاناة التي تسبب فيها لمكة وجيرانها، لقد زاحم الناس في منازلهم وضايقهم في شوارعهم وغير مسارات طرقهم، وبنيت له الجسور الجديدة (كباري)، ومحطات كبيرة فارهة للاستراحة، كل هذا وهو يتظاهر بالشلل وعدم المقدرة على الحركة.



أما ابنها مطار فهو ليس بأحسن حال من أخيه قطار، فهو يسكن بعيدا عن مكة ويرفض القرب منها متحججا بأعذار غريبة وغير مقبولة، صرف عليه ما يقارب 27.11 مليار ريال.



وما زال يراوح مكانه، لقد تأجلت أمور كثيرة من أجله، وأصبح في نظر أغلب الناس المنقذ الذي سوف تحل المشاكل من خلاله وتنتهي المعاناة من بعده، ولكنه أصاب من حوله بخيبة أمل بعد تفاؤل كبير، كانت تتمنى مكة أن تراه شامخا نشطا مثل أقرانه في المنطقة، غير أنه هو الآخر يتظاهر بالموت وعدم المقدرة على مجابهة الحياة.



تتعرض مكة للإحراج مع ضيوفها بشكل متكرر، عند سؤالهم عن ابنيها العاقين، لم لا يزالان لا يعملان؟ متى سيعملان؟ لقد كبرا وأصبح واجبا عليهما أن يساعداك. لقد تعبت مكة كثيرا معهما حتى أصبح كل واحد منهما “قطار ومطار” شماعة للآخر، فها هو قطار يتهم أخاه مطار بتأخر انطلاقه، والتصق التوأم قطار بأخيه مطار في عمر متأخر (حالة نادرة على الدكتور الربيعة)، وبناء على هذا العذر (الشماعة) قررت مكة مؤخرا صرف مبالغ إضافية على ابنيها، لعلها بذلك تستطيع أن تجعل ابنها قطار ينتقل من محطة نجاح إلى أخرى، وعملية إنعاش لابنها الآخر مطار ليرى السماء ويحلق إليها.



هذه هي قصة السيدة مكة وابنيها التوأم “قطار ومطار”، لكن ومع هذه الخطوة الأخيرة الإيجابية “صرف مبالغ إضافية” عاد الأمل مجددا لمكة ومن حولها، متفائلين برؤية التوأم في أحسن حال وأسرع وقت. لكن إن فشلت محاولة تأهيل المشلول ولم تنجح عملية إنعاش الميت نهاية عام 2017م، فليس من المنطق ولا من العقل (كبيرة ما تنبلع)، أن نرى ميتا يعرقل مشلولا!



[email protected]