أحمد صالح حلبي

نبارك لـ«جمعية سواعد الحي»

الاحد - 22 أبريل 2018

Sun - 22 Apr 2018

شهد الأسبوع الماضي اختتام المرحلة الأولى لـ«مبادرة سواعد الحي التطوعي» التي طرحتها الأستاذة غزيل العتيبي ابنة مكة المكرمة البارة والغيورة عليها، وتهدف المبادرة إلى العمل على إزالة الصور والمؤثرات السلبية، وإيجاد بيئة صحية للسكان والمقيمين والمشاة داخل الحي.

وعبر لجنة الصحة والبيئة التي يرأسها الدكتور أحمد الباز بالمجلس البلدي بالعاصمة المقدسة، كان خروج الفكرة من مخاضها وإعلان طرحها على طاولة البحث والدراسة والنقاش، وتحولها إلى واقع عملي ينفذ بمكة المكرمة، لتكون أم القرى منطلقا لمثل هذا العمل التطوعي. وعمدت اللجنة إلى تنظيم زيارات ميدانية للتعرف على الطرق والوسائل المساعدة للتنفيذ وإزالة المعوقات.

ومن خلال تعاون عدد من العمد ورؤساء مراكز الأحياء بدأت الخطوات تتواصل وظهر دور مركز حي الملك فهد برئاسة الدكتور نجم الدين إنديجاني، فيما سارع مركز حي المسفلة برئاسة العميد متقاعد الدكتور محمد منشاوي إلى تبني المبادرة وتنفيذها، متحديا الصعاب التي قد تواجهه، وأبرزها كون الحي من الأحياء الشعبية وذا كثافة سكانية عالية، ويمثل المقيمون فيه والمعتمرون نسبة عالية، إضافة إلى تواجد عدد من المحلات التجارية من مختلف التخصصات.

وبالإصرار والعزيمة سارع شباب مكة المكرمة عبر فرق كشافة شباب مكة بقيادة القائد عثمان مدني، وفريق حور التطوعي بقيادة الأستاذة عبير فكيرة، ولنبني جسور التطوع برئاسة الدكتور هاجر عوض، وفريق صحي برئاسة الأستاذ ماجد الهيج، ولم تنحصر المبادرة في إزالة الظواهر السلبية وتوفير البيئة الصحية، بل عملت على تنظيم لقاءات بسكان الحي لشرح رسالتها وأهدافها، وتنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية وتثقيفية يلقيها متخصصون ومتخصصات، فقدمت الدكتورة وفاء محضر رئيس لجنة التدريب والتطوير بالمبادرة محاضرات توعوية وتثقيفية عدة، كما ساهم الدكتور فهد تركستاني وعبر مبادرة سواعد الحي في إلقاء محاضرات عن البيئة الصحية وطرق ووسائل الوقاية من مرض الجرب.

ويمكن القول إن المبادرة التي ولدت كفكرة طرحتها الأستاذة غزيل العتيبي، غدت عملا منظما ينم عن نجاح التعاون الجماعي والفكر الجيد والقوة والإصرار على تحدي المعوقات، وترجمة الأفكار إلى وقائع عملية ذات جدوى للمجتمع، وهذا ما أكده رئيس المجلس البلدي الأستاذ مستور المطرفي الذي اعتبر نجاح المبادرة دليلا على نجاح العمل الجماعي المنظم والفكر الناضج الذي حمل شعار «خدمة مكة المكرمة واجبنا».

وجاء طلب تنفيذ المبادرة بالشرائع، ليطلق معها رئيس المجلس البلدي دعوته بتحويل المبادرة إلى جمعية لتكون «جمعية سواعد الحي التطوعي»، وهو مقترح طرح أيضا من قبل كل من الدكتورة عبير برهمين والدكتورة نزهة الجابر عضوتي المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة، والدكتور نجم الدين إنديجاني والعميد متقاعد محمد منشاوي، واتفقت معهم صاحبة فكرة المبادرة الأستاذة غزيل العتيبي على أن يكون للجمعية وقف تعتمد عليه كمصدر تمويل مالي دون الاعتماد على التبرعات التي قد لا تصل.

وأمام هذا المطلب فإننا نأمل من مركز حي المسفلة الذي تبنى تطبيق الفكرة وتنفيذها متحديا كافة المعوقات والصعوبات، أن يبدأ خطواته العملية لتحويل المبادرة إلى جمعية تكون قادرة على إعداد وتأهيل المتطوعين وتدريبهم وإشراكهم في مثل هذه الأعمال التي يفخر بها أبناء وفتيات مكة المكرمة.

وتظل مكة المكرمة غنية بأبنائها وبناتها الغيورين عليها الحريصين على خدمتها آناء الليل وأطراف النهار.