حتى لا يضيع تاريخنا!!.. هل يفعلها نادي مكة الأدبي؟!

الجمعة - 13 أبريل 2018

Fri - 13 Apr 2018

سعدت وغيري بما قام به مركز حمد الجاسر الثقافي من عمل جليل يتمثل في تصوير أعداد جريدة اليمامة التي كان يصدرها ويرأس تحريرها العلامة حمد الجاسر من العدد الأول الصادر من 1/ صفر 1375هـ الموافق 18 سبتمبر 1955م حتى العدد 317 الصادر يوم الأحد 12 شوال 1381هـ الموافق 18 مارس 1962م بخمسة مجلدات، والتي قال عنها أحد فرسانها الأستاذ عمران العمران في تقديمه للمجلد الأول منها:

«.. والحق أن (اليمامة) أصبحت جزءا راسخا من تاريخنا، ومن حقنا أن نعتز به ونفخر، وأن نعده قمينا بالمراجعة من وقت لآخر، وأن نطرحه متاحا لجيل صحافة اليوم، فهم – بلا مراء – يجدون فيه تجربة ثرة تستحق التأمل وتستدعي الاستفادة، ولهذا فاليمامة حرية بالوفاء ومعاودة النظر من لدن مثقفينا وصحفيينا ..» إلى أن قال «.. وبالإجمال، فقد اهتمت (اليمامة) بالأدب شعرا ونثرا وبالتاريخ والبلدانيات والمواقع التاريخية والأثرية والرحلات، وناقشت كثيرا من القضايا الاجتماعية وقضايا التعليم واللغة العربية، وأولت اهتماما خاصا لشؤون البادية وسبل إصلاح أوضاعها وضرورة تحديث طرائق معاشها وتوطينها وتعليمها، وتجاوبت مع هموم الوطن بوجه عام. ومع خشيتي من أن أتهم بالهوى والانحياز لها بحكم الصلة، فإنني أعتقد أن (اليمامة) كانت في زمنها لسانا يعبر عن آمال الوطن وتطلعاته أوفى تعبير، وترجمانا أمينا يحظى بالثقة من الجميع».

فشكرا لمركز حمد الجاسر الثقافي ولجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي تولت المساهمة في طباعته. ولقد انتظرنا مثل هذا العمل الذي سيحفظ لنا بلا شك تاريخنا الذي سيفيد منه الباحثون والدارسون لكونها الجريدة الوحيدة التي كانت تصدر بالعاصمة وقتها فهي كما قال المركز في استهلاله «.. لكون (اليمامة) تصور جوانب عديدة في بنية المشهد الإعلامي، والأدبي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي..».

ولا ننسى ما سبق أن قدمه المركز للباحثين من خدمات جليلة – قبل ذلك - وهو تصوير أعداد (اليمامة) بمجلدين عندما كانت تصدر مجلة شهرية وتطبع في مصر ومكة ولبنان ثم الرياض. قبل أن يؤسس الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله – مطابع الرياض – كشركة مساهمة وبسببها تتحول اليمامة إلى جريدة أسبوعية تطبع بالرياض.

والجدير بالذكر أن أبناء الأستاذ عبدالله العلي الصانع – رحمه الله – بمساندة ومساهمة من الأستاذين الكريمين أحمد وعبدالرحمن ابني حمد السعيد قد صوروا أعداد جريدة القصيم في ثلاثة مجلدات من العدد الأول الصادر بتاريخ 1 جمادى الآخرة 1379هـ الموافق 1 ديسمبر 1959م حتى العدد 113 الصادر في منتصف شهر رمضان 1381هـ الموافق 20 فبراير 1962م. وهي مدة امتياز الصانع لجريدة القصيم، إذ انتقلت بعدها إلى الأستاذ صالح السليمان العمري من العدد 114 حتى توقفت عن الصدور عند عدد 216 الصادر يوم الثلاثاء 26 /10 /1383هـ الموافق 10 /3 /1964م لصدور نظام المؤسسات الصحفية.

هذا بالنسبة للصحافة المبكرة في المنطقة الوسطى من المملكة، بل من عاصمتها الرياض، أما ما يتعلق بالصحافة المبكرة في المنطقة الشرقية فقد قامت دار المفردات بالرياض لصاحبها الأستاذ عبدالرحيم الأحمدي وبمساعدة من أستاذنا الرائد سعد البواردي بتصوير مجلة (الإشعاع) الشهرية التي كان يصدرها ويرأس تحريرها من الخبر من شهر محرم 1375هـ الموافق سبتمبر 1955م حتى العدد الأخير العاشر من السنة الثانية الصادر في شهر شوال 1376هـ الموافق مايو 1957م في مجلد واحد في عام 1431هـ 2010م.

كما قام أصدقاء وأولاد الرائد الأستاذ عبدالكريم الجهيمان بتصوير أعداد جريدة (أخبار الظهران) التي كان يرأس تحريرها في الدمام من صدور العدد الأول بتاريخ 1 جمادى الأولى 1374هـ الموافق 26 كانون الأول 1954م حتى العدد 44 الصادر يوم الاثنين 29 رمضان 1376هـ الموافق 29 أبريل 1957م، إذ توقفت بعد ذلك لمدة تزيد على الأربع سنوات. علما أنها أول جريدة تصدر بالمنطقة الشرقية من المملكة.

وهذا العمل الذي قام به مركز حمد الجاسر وأبناء حمد السعيد بتصوير أعداد مجلة وجريدة اليمامة من ذي الحجة 1372هـ / 1953م حتى منتصف عام 1381هـ / 1961م وجريدة القصيم من منتصف عام 1379هـ حتى منتصف عام 1381هـ، ومثله تصوير ما صدر في المنطقة الشرقية – أخبار الظهران والإشعاع - من منتصف عام 1374هـ حتى نهاية عام 1376هـ لا شك أنه سيسد فراغا كبيرا في المكتبة العربية وسيفيد الباحثين والدارسين في هذا المجال، ولا يسعنا إلا أن نشكرهم على حسن صنيعهم.

بقي أن أشير إلى أهمية أن نلتفت إلى ما صدر من بواكير الطباعة الصحفية بالمنطقة الغربية من المملكة، وأن نرجو ونكرر الرجاء للنادي الثقافي الأدبي بمكة فلعله يأخذ زمام المبادرة ويستعين بإمكانات جامعة أم القرى الفنية بتصوير أعداد جريدة (صوت الحجاز) الأسبوعية التي صدر عددها الأول يوم الاثنين 27 ذي القعدة 1350هـ الموافق 4 أبريل 1932م. وتوقفت بعد صدور العدد (592) بعد صدور البلاغ الرسمي الصادر من قلم المطبوعات رقم 62 وتاريخ 27 جمادى الآخرة 1360هـ الموافق 21 يوليو 1941م، بسبب توقف استيراد الورق عند قيام الحرب العالمية الثانية.

لتستأنف صدور الصحف بعد الحرب وتصدر (البلاد السعودية) بديلا لصوت الحجاز، وتصدر البلاد السعودية بتاريخ 1 ربيع الآخر 1365هـ الموافق 4 مارس 1946م تحمل رقم العدد (593) والذي رأس تحريرها عبدالله عريف القادم من مصر والمتسلح بالعلم والمعرفة الصحفية الحديثة، والذي طورها فتقدمت الجريدة تقدما ملحوظا من حيث الإخراج واستقطبت كثيرا من الأدباء السعوديين والعرب، وتطورت لتصدر أسبوعية، ثم مرتين، ثم ثلاث مرات في الأسبوع، ثم يومية حتى العدد 2002 المؤرخ في 4 ربيع الآخر 1375هـ الموافق 20 نوفمبر 1955م. لتنتهي بذلك علاقة العريف بها.

فليت نادي مكة الأدبي يلتفت إلى أهمية تصوير مثل هذا العمل الذي سيحيي به فترة تاريخية تكاد أن تندثر، فالباحثون والدارسون والمهتمون سيجدون بهذا العمل خير منهل يسد فراغا في المكتبة العربية، وهي الفترة التي تسبق وتتلو الحرب العالمية الثانية التي لم يتناولها أحد بالتفصيل، فرجائي للأستاذ الدكتور حامد الربيعي وزملائه أعضاء مجلس إدارة النادي أن يهتموا ويحققوا لنا هذه الأمنية والتي لن تكلفهم كثيرا من الجهد والمال، فأعداد الجريدة متوفرة في مكتبة الحرم المكي الشريف وبمكتبة الجامعة. ومثلما ساهمت جامعة الإمام بالرياض في تصوير وطبع أعداد اليمامة سوف لن تبخل جامعة أم القرى بمد يد المساعدة لكم.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال