اختبارات قياس للارتقاء بالمستوى أم للتعجيز

أنهى ابني يزن صباح السبت الماضي آخر اختبارات «القدرات العامة» لخريجي المرحلة الثانوية، استعدادا لدخوله الجامعة مطلع العام المقبل.

أنهى ابني يزن صباح السبت الماضي آخر اختبارات «القدرات العامة» لخريجي المرحلة الثانوية، استعدادا لدخوله الجامعة مطلع العام المقبل.

الاثنين - 16 مارس 2015

Mon - 16 Mar 2015



أنهى ابني يزن صباح السبت الماضي آخر اختبارات «القدرات العامة» لخريجي المرحلة الثانوية، استعدادا لدخوله الجامعة مطلع العام المقبل.

وكحال جميع الآباء ممن لديهم أبناء في هذه المرحلة الحرجة، أصبح هذا الاختبار وما يليه من اختبارات تحصيلية تؤرق مضجعهم، كونها عبئا آخر يضاف إلى باقي الأعباء التي يتعرض لها أبناؤهم طوال أيام الدراسة قبل التحاقهم بالجامعة.

والحق يقال إنني كنت أجهل الكثير عن هذا البرنامج الذي يشرف عليه المركز الوطني للقياس والتقويم بالتعليم العالي، وشرفت بالاطلاع أخيرا على تقريره السنوي للعام الماضي، حيث تكشف لي شيء من جوانبه النيرة مما كان غائبا عني، لعل في مقدمتها أن عمر هذا المركز يقترب من 15 عاما، وأنه ينفذ عددا من الاختبارات التي تدخل في مجال تخصصه، مثل: اختبار القدرات العامة باللغتين العربية والإنجليزية لخريجي المرحلة الثانوية، والاختبار التحصيلي بالعربية والإنجليزية، واختبار القدرات العامة للجامعيين، واختبار كفايات اللغة العربية لغير الناطقين بها، واختبار كفايات اللغة الإنجليزية، واختبارات التعرف على الموهوبين والمبدعين، واختبار الإرشاد السياحي العام واختبارات مرشدي المناطق، واختبارات كفايات المعلمين، والاختبار المهني لهيئة التحقيق والادعاء العام، وأخيرا اختبار الميول والقدرات المهنية.

اللافت أنه على الرغم من تعدد الجهات التي تخضع لاختبارات المركز، إلا أن الشكوى الكبرى لا تظهر بشكلها الفج إلا مع اختبار القدرات العامة لخريجي المرحلة الثانوية.

ولمن يجهل هذا الاختبار، فهو مجموعة من الأسئلة الكمية واللفظية الموزعة على 5 مجموعات مختلفة، وكل مجموعة مكونة من 26 سؤالا، فيما حددت دقيقة واحدة للإجابة عن كل سؤال، وهو تحد يسقط فيه الكثير ممن يسبق أسماءهم حرف الدال.

الشاهد أنني خضت شخصيا أحد هذه الاختبارات عبر موقع المركز الالكتروني، ولا أخفي سرا إذا قلت إنني واجهت صعوبة بالغة في الإجابة على الأسئلة بطريقة صحيحة توازي الزمن المطلوب، الأمر الذي دعاني للتساؤل: إذا كان هذا حالي وأنا في مكتبي محاط بجميع المؤثرات الإيجابية، فكيف بالطالب المحاصر بعشرات الطلاب والمراقبين والأجواء المشحونة التي عادة ما تصاحب «الاختبارات»؟ وهل وزارة التعليم التي اعتمدت هذا النوع من الاختبارات القائمة على التفكير والتحليل تطبق ذلك على طلابها خلال مشوارهم التعليمي؟

يبقى القول إن أفضل وصف يشخص حال الطالب مع هذه الاختبارات هو كمن يتوجه لمدرسة القيادة لتعلم قيادة السيارة، وبعد اجتياز الدورة بنجاح يطلب منه قيادة الطائرة! فهل وزارة التعليم جادة في الارتقاء بمستوى طلابها، أم إن المسألة هدفها التعجيز وتقليص عدد الملتحقين بالجامعات؟



[email protected]



alnowaisir@