عبدالحليم البراك

يا ليتني فيحان أو أبوجفين!

الثلاثاء - 20 مارس 2018

Tue - 20 Mar 2018

أولا أحب أن أقدم التهنئة للصديقين «أبوجفين» و»فيحان» على تصدرهما المشهد الثقافي؛ واقتحام معرض الكتاب، ونشر الثقافة «إن صحت العبارة» وإلا بعبارة أخرى؛ شكرا لهما على نشر صيت معرض الكتاب للطبقات التي لم تسمع عنه منذ أكثر من عشر سنوات؛ وذلك من خلال جمهورهما العريض البسيط، أو من خلال سماء مواقع التواصل الاجتماعي التي يسيطران عليها بكل اقتدار، فربما كان معرض الكتاب يوما نكرة عند شريحة من الناس، لولا كتابيهما الحديثين غفر الله لهما، وأحب أن أشير لنقاط محددة في بحر تلك الجهود وعلى هامش حضورهما الثقافي:

• كتاب الصديق المثقف أبوجفين «توصون شيء وإلا لاش»، هي عبارته الشهيرة، وهي اللازمة في فمه، وربما المحتوى الوحيد الذي يقدمه، وأتساءل ما هو الكتاب الثاني الذي سيقدمه في معرض العام القادم، فقد تظهر له فكرة كتاب آخر: «توصون شيء وإلا لاش 2»، ثم كتاب آخر بعنوان «توصون شيء وإلا لاش 3» وهكذا؛ ومن الممكن أن يكون هذا هو الموسم الأول، وبعد ثلاث سنوات ينزل الموسم الثاني، والثالث!

الصديق المثقف فيحان، خريج جامعة الدول العربية «هي جامعة مصرية بلا أعضاء هيئة تدريس أو كليات أو حتى حرم جامعي»، لكنه تخرج من كلية الهندسة فيها «الكلية التي لم تنشأ إلا له ومن أجله»، ونال الدرجة العلمية في عام واحد كما صرح هو لقناة روتانا خليجية «المقابلة على اليوتيوب»، أحب أن يفاجئنا في التخصص الجديد له، وهو يقدم نفسه كباحث في علم الاجتماع عندما أصدر كتابه «أضرار الزواج المبكر»، ومن المتوقع إصدار كتابه الثاني في المعرض القادم هو «فوائد الزواج المبكر»، والسبب أن العلماء تتغير نظرياتهم باستمرار!

الصديق المثقف أبوجفين، أعطى أجواء المعرض صفة الشهرة المنظمة، فإن صحت الصورة التي نشرت له، وبجانبه حراسه الشخصيون، فربما تكون السعودية الدولة الأولى التي تملك جمهورا عظيما لدرجة أن مؤلفي الكتب لديهم ازدحام جمهور ومعجبين حد الضرر، مما يستدعي وجود الحراس الشخصيين، كما هو حال نجوم السينما في الدول الغربية، وستكون هذه السابقة بالتأكيد إيجابية، وربما غدا نراه يمشي على «الرد كاربت» لتطالعنا صحف المشاهير بـ»أبوجفين على السجادة الحمراء»!

فيحان، من المتوقع أن يضيف بعدا خفيف الظل بكتابته الساخرة، كشخصيته الساخرة والساحرة، وسيغطي على مجموعة من الكتاب الساخرين في الوطن العربي مثل أحمد رجب وجعفر عباس ومحمد السحيمي، فنرجو أن يرفق على الأحياء، وأن يلطف بتاريخ الأموات منهم غفر الله لنا ولهم!

من حق أبوجفين وفيحان أن يصدرا كتابيهما، ومن حقهما النشر وحضور معرض الكتاب كمؤلفي كتب، ومن حق الناس أن تنتقد أباجفين، وفيحان، والمشهد الثقافي سماء حرة للجميع، والناس بمستواها العظيم أو المتواضع يمكنها التمييز، فإن انحازت لأبي جفين وفيحان فهي حرة وعبرت عن مستواها، وإن انحازت إلى المثقفين الذين يقدمون مادة علمية عميقة يدعونها فمن حقهم أيضا، إن الحرية حق ندعيه كمثقفين، يجب أن نكون بحجم مسؤوليتها فنقدمها للجميع ولو كانوا خصومنا ثقافيا.

أخيرا يا ليتني فيحان أو أبوجفين فينتشر ما أكتبه كما ينتشر ما يقولانه على ساحات التواصل الاجتماعي!

@Halemalbaarrak