المخدر الديني أشد فتكا يا سماحة المفتي

خلص سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض إلى أن

خلص سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض إلى أن

الاحد - 08 مارس 2015

Sun - 08 Mar 2015



خلص سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض إلى أن «الانتحاريين مدمنو مخدرات»، كما عنونت ذلك صحيفة «الشرق» على صدر صفحتها الأولى، وأنها ـ أي المخدرات ـ وراء كل الجرائم العظيمة من قتل وسلب ونهب.

حقيقة رغم اتفاقي مع ما ذهب إليه المفتي من أن المخدرات خلف كل بلاء، إلا أنني لم أسمع يوما أن مدمنا انتهى به الحال في كهوف تورا بورا أو جبال اليمن أو سهول دمشق، ولكن سمعنا عن شباب سليمي العقول والأبدان، غرر بهم باسم الدين والحور العين، فتحولوا إلى مفجرين متفجرين.

فإلى ماذا استند سماحته في معلومة أن «الانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم ويقتلون غيرهم إنما ربوا على المخدرات، وغرقوا في أوهامها، وسلبت بها عقولهم وأفكارهم، فأخذوا يضحُّون بأنفسهم لأنهم لا علم عندهم ولا خير فيهم»؟ ولماذا انتقل إلى النتيجة التي ينتهي لها الشباب كقنابل موقوتة، وأغفل الأسباب التي أدت بهم إلى مناطق النزاع؟

وأنا هنا عندما أسأل الشيخ عبدالعزيز عن مصدر المعلومات، ليس ذلك تشكيكا فيما أورد، ولكن نحن في زمن يحتاج فيه المتلقي للمعلومة المدعومة بالقرائن والشهود كي يقبلها، وإلا فسيعتبرها سقط متاع أو كلاما مرسلا لا وزن له.

الأمر الآخر، قد تكون فكرة أن يتعاطى بعض المقبلين على تنفيذ الأعمال الانتحارية المخدرات مقبولة، لضمان عدم تراجعهم أو استسلامهم، ولكن السؤال المهم: كيف ينجح منظرو الإرهاب في إقناعهم بهذه الأعمال قبل أن يلغموهم؟ ولماذا يسهل تحويل السعوديين إلى انتحاريين دون غيرهم من باقي شعوب الأرض؟

من المؤكد أن «المخدر الديني» المستخدم لتفخيخ أجساد السعوديين أشد فتكا من أي مخدر آخر أعلنت عنه وزارات الداخلية أو منظمات الصحة العالمية، كونه لا يكتفي بذهاب عقول الذين يتعاطونه فحسب، بل قلوبهم وجوارحهم، ويسير بهم إلى طريق الهلاك وهم موقنون مؤمنون بصحة مسلكهم، وأنهم سيخلدون في جنان الله بين الأنبياء والشهداء والصديقين.. فهل بعد ذلك يكون الخوف من المخدرات العضوية أو الدينية يا سماحة المفتي؟



[email protected]



alnowaisir@