عبدالله المزهر

حزب الكبتاغون!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 12 مارس 2018

Mon - 12 Mar 2018

تخوض الجمارك السعودية وإدارة مكافحة المخدرات حربا على مدار الساعة مع مهربي الكبتاغون، وأظن أنه من النادر جدا أن يمر يوم دون أن يمر خبر ضبط كمية كبيرة من المخدرات بشكل عام ومن هذا المخدر على وجه التحديد.

وحرب الكبتاغون هي في الغالب الأعم يشنها علينا الأصدقاء في الشمال، حيث يوجد الحزب المقاوم المتخصص في زراعة وتصنيع وتهريب المخدرات بكافة أشكالها وألوانها وأصنافها. ومن الواضح أن مهمة الحزب الأولى وقضيته الأساسية هي ابتكار طرق جديدة لتهريب المخدرات إلى المملكة العربية السعودية على وجه التحديد.

حزب الكبتاغون في لبنان الشقيقة مثال على الاعتماد بالوسائل القذرة من أجل البقاء، فالمخدرات هي « نفط « الحزب الذي يبقيه على قيد الخراب.

وفي عالم التهريب فإن ما يتم ضبطه يكون عادة أقل مما يتم تهريبه، وفي ظل الأرقام المخيفة التي يعلن عنها يوميا فإن الأمر لم يعد مجرد تهريب للمخدرات من أجل الحصول على المال، ولكنها حرب معلنة واضحة المعالم. والاستهداف واضح لا يحتاج إلى كثير من الجهد لرؤيته والتيقن منه.

والمخيف أكثر هو أن الدوافع «عقدية»، فالحزب الذي ينشر الموت والخراب بشكل مباشر وعن طريق استخدام أدوات القتل المعروفة، يستخدم أيضا سلاح المخدرات وتدمير العقول والقتل غير المباشر. وكل أنواع الخراب هذه ليست فقط مقبولة ولكنها مطلوبة وضرورية، لأنها في معتقد حزب الكبتاغون محفزات على ظهور «المهدي» بعد أن يمتلئ العالم دمارا وخرابا.

والحقيقة أيها الناس أني لا أحب الحديث عن معتقدات الآخرين ولا الطريقة التي يؤمنون بأنها وسيلتهم للتقرب إلى الله أو حتى إلى الشيطان، بما أنهم لا يؤذون غيرهم ولا يتسببون في الضرر لأحد، ولكن حين يكون صميم معتقد هذا الآخر هو نشر الخراب فإن الأمر لم يعد له علاقة بحرية التعبد ولا نوع المعتقد.

سيبدو سخيفا ومثيرا للأسى أن أتقبل فكرة تهريب المخدرات وتدمير عقول الناس تارة وقتلهم بشكل مباشر تارة أخرى؛ لأن مخبولا في مكان ما يعتقد أن الدمار والخراب هما طريقته في العبادة التي يجب أن أحترمها وأتعايش معها.

وإن كان مطلوبا من أهل السنة مراجعة تراثهم الديني وخاصة فيما يتعلق «باحترام الآخر»، فإن الجزء الآخر من المسلمين ـ أعني الشيعة ـ بحاجة إلى ثورة لا تبقي ولا تذر للتخلص من الكثير من الخرافات والخزعبلات والأوهام التي علقت بمذهبهم.

وعلى أي حال..

المقالات وكلمات الشكر تبدو تافهة مقابل العمل الجبار والمهم الذي تقوم به الجمارك وإدارة مكافحة المخدرات، وأظنهم يحتاجون من غيري إلى ما هو أكثر من الكلمات، أما أنا فسأكتفي بالشكر والامتنان، لأني لا أملك فعل شيء آخر سواهما.

@agrni