عبدالله المزهر

الوسواس الحصري!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 08 فبراير 2018

Thu - 08 Feb 2018

ربما يكون الدوري السعودي لكرة القدم أقل دوريات العالم استقرارا من ناحية النقل التلفزيوني، وقبل أن يحفظ المتابعون شعار القناة الناقلة يشد هذا الدوري رحاله إلى قناة أخرى، وتبدأ رحلة البحث عن أجهزة استقبال جديدة تلائم المرحلة.

العوائد المالية ليست شيئا مهما فحسب، بل إنها الشيء الوحيد المهم في عقود النقل التلفزيوني، ولذلك كانت بعض القنوات التي نقلت الدوري سابقا لا تهتم كثيرا بما يحدث بعد توقيع العقد. والمشاهد الذي يدفع اشتراكا في أحيان أو يجبر على شراء جهاز خاص في أحيان أخرى هو آخر ما يمكن أن تهتم به القناة الناقلة؛ لأن تقييمه لم يكن مهما ولم يكن مؤثرا بقدر تأثير علاقات القناة نفسها مع متخذي القرار وموقعي العقود.

الآن يبدو الأمر مختلفا ـ أو نتمنى أن يكون كذلك ـ والمأمول ألا تكون ضخامة مبلغ الرعاية سببا في أن يكون جل اهتمام الشركة الناقلة هو استعادة ما دفعته في أسرع وقت، وبأي طريقة مهما كانت جشعة لا تراعي الشريحة الأكبر من متابعي ومحبي كرة القدم.

ولا أعلم هل ستكون هناك قنوات تلفزيونية مخصصة لنقل المباريات عن طريق النقل التلفزيوني العادي أم إن هذه القنوات فقط عبر تطبيقات شركة الاتصالات أو أجهزتها المرتبطة بالانترنت والهاتف.

وليس واضحا بعد هل سيكون النقل «مشفرا» أم مفتوحا، مع أن خيار قنوات الانترنت يعني أنه مشفر ولا يمكن مشاهدة المباريات إلا عن طريق الاشتراك في باقة من باقات الشركة.

ومع أن رئيس هيئة الرياضة قد قال سابقا إنه وبناء على توجيهات ولي العهد فلن يتم تشفير النقل التلفزيوني لمباريات الدوري السعودي، وإن المشاهد السعودي سيشاهد دوريه مجانا، إلا أن «التشفير» لم يعد هو القضية الأهم لدى المشاهد بعد حصول شركة الاتصالات على حقوق النقل.

أصبحت المشكلة الأكبر هي الذكريات السيئة مع شركات الاتصالات والتغيير المفاجئ في الأسعار والباقات والتعالي على المستهلك بطريقة مستفزة، وهذه أمور تشكل الطبيعة المشتركة لشركات الاتصالات، فالتعامل الحقيقي يختلف عن الصورة التي تروجها تلك الشركات عن نفسها في إعلاناتها.

والحقيقة أني لا أتفق كثيرا مع المتشائمين من متابعة مباريات كرة القدم عبر تطبيقات شركات الاتصالات، وقد جربت مشاهدة المباريات عبر تطبيق للشركة الناقلة موجود من قبل، وفيه يتم نقل المباريات بطريقة مريحة للأعصاب لأنه يمكن معرفة نتيجة المباراة قبل أن ينتهي نقلها عبر التطبيق.

وعلى أي حال..

فإن الأمر المقلق بحكم أني لم أعرف الطريقة التي يتم بها النقل هو أن شركة الاتصالات لا شك أنها تعلم بوجود متابعين للدوري والمباريات خارج المدن الكبرى، ولا شك أنها تعلم أن تلك المناطق تعاني من مشاكل في إجراء المكالمات الهاتفية عبر شبكات الشركة، أما النقل التلفزيوني عبر الانترنت فهو ترف لم يعشه أولئك من قبل ولم يحلموا به بعد.

@agrni