معاناتي مع بدلات التشغيل الذاتي

الجمعة - 05 يناير 2018

Fri - 05 Jan 2018

اخترت عنوان مقالي بلسان حال موظفي التشغيل الذاتي الذي أقر ليكون نظام تشغيل لمستشفيات وزارة الصحة، وما يعانونه من التباين الواضح بينهم وبين موظفي الوزارة في التعامل وإعطاء الحقوق، بالرغم من أنهم يحملون نفس التخصص ونفس المؤهل، وربما تكون مؤهلات بعض موظفي التشغيل الذاتي أعلى من بعض موظفي الوزارة، مما يجعلهم يشعرون بالغبن بحرمانهم من المميزات والمكافآت التي يحظى بها موظف الوزارة ويحرم منها موظف التشغيل الذاتي، ومن الأمثلة على ذلك تجد موظفين اثنين حاصلين على دبلوم الكلية الصحية بتخصص مختبرات، ويعملان من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الرابعة عصرا، وبنفس المختبر، ويتعاملان مع نفس العينات ونفس الأجهزة، والفرق الذي بينهما هو أن موظف التشغيل الذاتي إنسان حديدي قادم من كوكب آخر لا يصاب بالعدوى من جميع الأمراض، فلذلك لا يستحق بدل العدوى! بينما موظفو الوزارة استحقوا بدل العدوى وصرف لمعظمهم بأثر رجعي في مسرحية ذات سيناريو وفصول غريبة شارك فيها الكثير حتى وإن كانوا إداريين يعملون خارج المستشفى، ولا ننسى أيضا ما يعانيه موظفو التشغيل الذاتي في مستشفيات المدينة المنورة من طول الانتظار لتحقيق المواعيد المتكررة لاستلام مكافآت العمل أيام عيد الفطر لعام 1437 ولعمل حج عام 1438 بينما موظفو الوزارة استلموا المبالغ أولا بأول، وهناك تباين كبير وواضح في إعطاء الكثير من الانتدابات والحوافز مثل التميز وغيرها.

أتمنى بأن يعامل جميع الموظفين، وخاصة من يعملون في هذه الخدمة الإنسانية الغالية، بالمحافظة على بيئة العمل بشكل عام، والبعد عن التأثير بكل ما يحيط بها، لذلك تجد أن المؤسسات الواعية - بهذا الأثر - تعمل على خلق بيئة إيجابية لموظفيها، حتى يستطيع الموظف أن يصل إلى أقصى إنتاجية ممكنة أثناء تواجده داخل العمل، وذلك بخلق هذه البيئة الإيجابية والتحفيزية في تصميم الإدارات، وتشريع اللوائح المنظمة، ومراعاة احتياجات الموظف الطبيعية من تقدير ومكافأة وجعله يشعر بأن ما يفعله ذو قيمة، وشعوره بالاستقرار الوظيفي، ولكن للأسف الذي نعيشه هو توسيع التباين، وأن تميز أحدهم عن الآخر فقط كونه موظف وزارة، والآخر موظف تشغيل، مما يؤدي إلى شعور أحدهما بالتعالي على الآخر، وشعور الآخر بالغبن وربما الحقد والكراهية على الآخر، كونهما يعملان بنفس المؤهل، وبنفس التخصص، وبنفس المستشفى.