أحمد الهلالي

مجير الحوثي!

الأربعاء - 06 ديسمبر 2017

Wed - 06 Dec 2017

خرج قوم إلى الصيد فعرضت لهم أم عامر (وهي الضبع)، فطاردوها حتى ألجؤوها إلى خباء أعرابي فدخلته، وخرج إليهم الأعرابي قائلا: ما شأنكم؟ قالوا: صيدنا وطريدتنا، فقال: كلا، والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي. فرجعوا وتركوه وقام فقدم للضبع حليبا ثم أسقاها ماء حتى عاشت واستراحت. فبينما الأعرابي قائم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وتركته، فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بقير في بيته فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فاتبعها ولم ينزل حتى أدركها فقتلها.

فور قراءتي نبأ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ـ يرحمه الله ـ تذكرت قول العرب (كمجير أم عامر) المتولد من القصة السابقة، فقد كابر ودافع عن أعداء العروبة واليمن، وأخذته العزة بالإثم ليقف ضد نائبه حين كان رئيسا، وضد ابن عمه وضد الشرعية كلها، ودول التحالف العربي التي كانت تدعمه في حروبه الست ضد (الحوثيين)، وهو لا يدري أنه يربي قاتله ويحميه ويقوي شوكته، فجاء اليوم الذي انقض فيه المجرمون على مجيرهم، فاقتلعوا قحف رأسه المكابر، فهل يصحو اليمنيون من سباتهم، ويدركون خطر الخونة عملاء الفرس؟

من جهة أخرى، هل بلغ (تميم) صوت الرصاصة التي قتلت صالح؟ وهل يأمن أن تنطلق تلك الرصاصة غدا من الإرهابيين الذين يؤويهم ويدعمهم؟ وهل بلغ نذيرها العراقيين واللبنانيين، وهل فكروا للحظة أن من يؤوي المجرمين والإرهابيين سيكون (كمجير الحوثي)؟

وهب الله الناس العقل ليفكروا به، وسبكت التجربة الإنسانية ذهب المقولات بطاقاتها الإيجابية لمن ألقى السمع وتفكر في مضامينها وبواعثها، فأدنى درجات التفكير السياسي أن المجرمين لا يؤتمنون، ولا تصح حماية وإيواء الجماعات ذات الطموحات السياسية والإجرامية، حتى لو تذاكى السياسي وأغرته طموحاته باستخدامها لأجندة خاصة، بما يسمى (اللعب بالنار)؛ فهم يعلمون أنهم ورقة لعب، وطموحاتهم وأهدافهم تغريهم ببناء قوتهم من الاستكانة، واستغلال كل فرصة لزيادة تلك القوة، فجماعة الإخوان وحزب الله وكل الجماعات الموجهة بالريموت الفارسي لها طموحاتها وأهدافها التي تجتهد في بلوغها بأي وسيلة كانت، وربما يتهاوى ـ قريبا ـ مجيرو تلك الجماعات بمخططاتها ورصاصها (كمجير الحوثي)، فهل يعي العرب ذلك؟!

ahmad_helali@