ردع الإرهاب والفساد في ليلة واحدة!

الجمعة - 10 نوفمبر 2017

Fri - 10 Nov 2017

إن السفينة التي تشق عباب البحر نحو وجهتها تعلم أنها قد تعاني من اضطراب الأمواج، ومن تقلبات الرياح وما يتربص بها، ويترصد لها من بعض المعتدين بالسرقة أو القرصنة، ومع هذا كله فليس لها خيار سوى أن تمضي نحو وجهتها وإلى بر الأمان. وطننا، بحفظ الله عز وجل، هو السفينة وربانها خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله، فما زلنا نرى منه العزم والحزم والتصميم على تحقيق ما التزم به منذ أول يوم للبيعة، وفي خلال وقت قياسي جدا، وما ذلك كله إلا ثقة بالله تعالى وبما يمليه عليه الواجب تجاه الوطن ومواطنيه من نهج وجملة لقرارات لم تبهج أبناء الوطن فحسب، ولكن كل غيور على بلاد الحرمين. إن مما يجب أن يعلم أن الابتهاج لم يكن بداعي التشفي من شخصيات معروفة أو مسؤولين مقربين، فليس ذلك من أخلاق المسلمين، ولكن البهجة إنما كانت للمبدأ الذي التزمه الملك، وولي العهد الأمين، على أنفسهم بأن كل من كانت له يد في الفساد أو الإفساد فسوف ينال جزاءه، كائنا من كان، ولأن الشخصيات تتبدل وتتغير كان من المهم الالتزام بالمبدأ، فهو الذي لا يعتريه التغيير، وهو الذي يبني حياة الإنسان وينير له الطريق نحو الوجهة المبتغاة، على نقيض من يسير بلا مبدأ، أو أن له من المبادئ المتذبذبة ما تتجاذبها عوامل التعرية والتغيير والشخصنة، كما أنه لا قيمة للمبادئ إذا لم يكن لها الأثر الملموس على أرض الواقع. هي جملة قرارات لردع الفساد تزامنت مع ردع الإرهاب الحوثي، فتحقق للوطن وفي تلك الليلة محاربة الفساد والإرهاب، وهي رسالة واضحة مفادها أن هذا الوطن مهما ترصد له الأعداء، ومهما حاولت أن تنال منه يد الفساد، وإن نبحت من حوله الكلاب، فإنه بعون الله عز وجل قادر على المضي قدما. ليلة كانت من أجمل الليالي، حيث وحدت صفوف وأطياف المجتمع، فلم يكن هناك من منازع أو مخالف لما من شأنه أن يردع الفساد أو الإرهاب، وهكذا هو مجتمعنا مهما اختلف البعض في قضايا، فهناك من القضايا ما يجتمع عليها صفا واحدا.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال