مثقفون أم حمر مستنفرة!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
السبت - 21 أكتوبر 2017
Sat - 21 Oct 2017
يقول صديقكم أبو الطيب:
وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
وقريبا من ذات المعنى فإن للنفس أخلاقا تدل على الفتى أكان «ثقافة» ما أتى أم تثاقفا.
لا حرج أن يصنف أي أحد نفسه على أنه مثقف أو مفكر أو أديب أو أي تصنيف يشاء، فالتصنيفات والألقاب ملقاة على قارعة الطريق يأخذ منها كل أحد ما يشاء. وفي هذا العصر فإن الفرصة لفعل ذلك سانحة أكثر من أي وقت مضى، فالحياء وهو «المضاد» الوحيد الذي كان يمنع الناس من ادعاء ما ليس فيهم لم يعد فعالا كما ينبغي. والأمر لا يحتاج لكثير من الجهد، أنشئ حسابا على أحد مواقع التواصل قل فيه أي شيء، وستجد من يؤمن به إيمانا لا يأتيه الشك من بين يديه ولا من خلفه. وسهولة طريق «الادعاء» في هذه الأيام لا تعني أنه لا يوجد من سلكه في عصور سابقة. فالأدعياء موجودون في كل عصر وزمان، ومنهم بالطبع المخضرمون الذين عاشوا أوقاتا مضت، ويعيشون هذا العصر أيضا متدثرين بغطاء من الزيف الجميل.
صحيح أنه من السهل كشف الأدعياء بواسطة «أخلاق النفس التي تدل على الفتى»، لكن الأمر ليس محزنا لأن «العيب» لم يعد مشكلة كبيرة.
ولأني أمتهن نصح الناس في هذه الأيام، فإني أنصح الإخوة «المتثيقفين» بأن يحاولوا تجنب بعض الأمور التي تجعل كشفهم أسهل.
حين تصنف نفسك مثقفا، ثم تجد نفسك تضيق حين تسمع رأيا مخالفا، ثم تلجأ للتحريض واستعداء «الأقوى» والاستعانة به على مخالفك فإنك ستكون مكشوفا أكثر مما ينبغي، وستبدو ساذجا إلى درجة لا تليق بدعي مثلك.
وحين تصنف نفسك مثقفا فيجب أن تحاول تجنب محاكمة الآخرين على نواياهم، أعلم أن الأمر صعب على الأدعياء، لكن حاول أن تروض نفسك على هذا لأنه سيجعلك أكثر احترافية.
لا بد أن تؤمن بأن المثقف الحقيقي ـ الذي تحاول تقمص شخصيته ـ يكره محاكم التفتيش والتحريض واستعداء السلطة على مخالفيه. وأن تؤمن بأن المثقف الحقيقي ـ الذي تريد أن يعتقد الناس أنه أنت ـ يجابه الفكرة بالفكرة، ولا يميل إلى الأحكام المسبقة التي لم يصل إليها بنفسه. والمثقف الحقيقي ـ الذي تتوهم أنه أنت ـ مستقل لا يسير في قطيع ويهتم بالقول والفعل لا القائل والفاعل.
وعلى أي حال..
إن وجدت صعوبة في تجنب هذه الأمور فابحث عن تصنيف آخر «يلمك»، كن أي شيء آخر، صنف نفسك على أنك حمار وحشي أو زرافة، فذلك أقرب للتصديق من وضعك الذي تتوهمه.
@agrni
وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
وقريبا من ذات المعنى فإن للنفس أخلاقا تدل على الفتى أكان «ثقافة» ما أتى أم تثاقفا.
لا حرج أن يصنف أي أحد نفسه على أنه مثقف أو مفكر أو أديب أو أي تصنيف يشاء، فالتصنيفات والألقاب ملقاة على قارعة الطريق يأخذ منها كل أحد ما يشاء. وفي هذا العصر فإن الفرصة لفعل ذلك سانحة أكثر من أي وقت مضى، فالحياء وهو «المضاد» الوحيد الذي كان يمنع الناس من ادعاء ما ليس فيهم لم يعد فعالا كما ينبغي. والأمر لا يحتاج لكثير من الجهد، أنشئ حسابا على أحد مواقع التواصل قل فيه أي شيء، وستجد من يؤمن به إيمانا لا يأتيه الشك من بين يديه ولا من خلفه. وسهولة طريق «الادعاء» في هذه الأيام لا تعني أنه لا يوجد من سلكه في عصور سابقة. فالأدعياء موجودون في كل عصر وزمان، ومنهم بالطبع المخضرمون الذين عاشوا أوقاتا مضت، ويعيشون هذا العصر أيضا متدثرين بغطاء من الزيف الجميل.
صحيح أنه من السهل كشف الأدعياء بواسطة «أخلاق النفس التي تدل على الفتى»، لكن الأمر ليس محزنا لأن «العيب» لم يعد مشكلة كبيرة.
ولأني أمتهن نصح الناس في هذه الأيام، فإني أنصح الإخوة «المتثيقفين» بأن يحاولوا تجنب بعض الأمور التي تجعل كشفهم أسهل.
حين تصنف نفسك مثقفا، ثم تجد نفسك تضيق حين تسمع رأيا مخالفا، ثم تلجأ للتحريض واستعداء «الأقوى» والاستعانة به على مخالفك فإنك ستكون مكشوفا أكثر مما ينبغي، وستبدو ساذجا إلى درجة لا تليق بدعي مثلك.
وحين تصنف نفسك مثقفا فيجب أن تحاول تجنب محاكمة الآخرين على نواياهم، أعلم أن الأمر صعب على الأدعياء، لكن حاول أن تروض نفسك على هذا لأنه سيجعلك أكثر احترافية.
لا بد أن تؤمن بأن المثقف الحقيقي ـ الذي تحاول تقمص شخصيته ـ يكره محاكم التفتيش والتحريض واستعداء السلطة على مخالفيه. وأن تؤمن بأن المثقف الحقيقي ـ الذي تريد أن يعتقد الناس أنه أنت ـ يجابه الفكرة بالفكرة، ولا يميل إلى الأحكام المسبقة التي لم يصل إليها بنفسه. والمثقف الحقيقي ـ الذي تتوهم أنه أنت ـ مستقل لا يسير في قطيع ويهتم بالقول والفعل لا القائل والفاعل.
وعلى أي حال..
إن وجدت صعوبة في تجنب هذه الأمور فابحث عن تصنيف آخر «يلمك»، كن أي شيء آخر، صنف نفسك على أنك حمار وحشي أو زرافة، فذلك أقرب للتصديق من وضعك الذي تتوهمه.
@agrni
