موطني قد عشت فخر المسلمين

الاثنين - 03 يوليو 2017

Mon - 03 Jul 2017

كما أنه لا إكراه في الوطنية، فإنه لا حياد في مواقفنا مع الوطن، إما نصرة وولاء وأداء لحق البيعة، وإما خيانة وجفاء.

إن محبة الوطن والانتماء له أمر فطري، وطبيعة طبع الله الناس عليها، وجبلة في الروح ولذا تأملوا معي قوله جل وعز (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، سورة الحج: 40.

ولما كان الخروج من الوطن قاسيا على النفس البشرية أشار الله إليه في كتابه وجعله قرين القتل، بل وفيصلا يؤثر في الولاء والبراء، والوفاء.

وترسيخ القيم الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد، من أجل تداول القيم بالتآلف والتعاون، في لحمة وطنية واحدة يواسي فيها الغني المحروم والفقير، ويناصح فيها المخطئ، ونحو ذلك من تداول القيم الاجتماعية التي قررها وأقرها الإسلام؛ ليكون الناس في هذا الوطن كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، وتمكينا لهذه القيم حسن التأكيد على عدم التعارض بين حب الوطن والشريعة الإسلامية، بل إن محبة الأوطان من الوفاء وحسن العهد، ولتعزيز ذلك لزم التأكيد على دور المؤسسات التعليمية والتربوية بتعزيز قيمة حب الوطن، وبيان مكانته في نصوص الوحي، وفي قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فغرس حب الوطن في نفوس الناس عامة وشباب الجيل خاصة؛ وحثهم على الاعتزاز به، مفتاح من مفاتيح ذلك، والحرص على التفاهم والتعاون من أجل سيادة الوطن والحفاظ عليه مطلب شرعي تقوم به الشريعة وتحفظ به الضروريات الخمس، الدين، والعقل، والنفس، والعرض، والمال، فيقوم بتقدير مكتسباته والحفاظ على سيادته؛ صلاح الدين والدنيا. وتغرس قيم الانتماء والمشاركة والمواطنة والعمل والإنتاج والإنجاز في نفوس الجيل لتحيا نفوسهم فخورة بذلك، متنافسة على التشرف بالبذل والعطاء.

ومن مفاتيح التعزيز كذلك الحوار مع الجيل وسماع آمالهم وآلامهم، والإنصات لهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وبأوطانهم.

أما إعداد برامج مدرسية تربوية، وأخرى جامعية مرافقة للمنهج، من أجل تعميق المفاهيم المرتبطة بالوطنية، فهذا واجب أصبح مثل الحتم على الجهات المعنية، وما ذاك إلا لمسيس حاجة الميدان التربوي لمثله.

بقي أن أقول:

وللأوطان في دم كل حر

يد سلفت ودين مستحق

ومن لا ولاء له فلا وفاء له.