متاحف لا يعرفها كثير من السياح

السبت - 17 يونيو 2017

Sat - 17 Jun 2017

يحرص كثير من السياح عند سفرهم على زيارة المتاحف الموجودة في الدول التي يزورونها. ومن المتاحف التي يعتاد السياح زيارتها المتاحف الوطنية التي تمتلكها الدول وتعرض فيها الآثار والأعمال العلمية والفنية الرفيعة؛ كالمتحف الوطني في الرياض والمتحف الوطني في مدريد. وهناك المتاحف الفنية التي تقدم فقط الأعمال الفنية ومن أشهرها متحف اللوفر في باريس، ومتحف متروبوليتان في نيويورك. بالإضافة إلى المتاحف التاريخية التي تقدم تصورا لحياة الأمم والشعوب السابقة والتي قد تكون جزءا من المتاحف الوطنية في كثير من الأحيان. ومنها أيضا المتاحف العلمية التي تعرض منتجات العلوم الطبيعية والتقنية!

ولكن توجد متاحف لا يعرفها كثير من السياح فهي عجيبة وغريبة وغير مألوفة في فكرتها ومعروضاتها ومن هذه المتاحف الغريبة «متحف الخبز» في مدينة أولم الألمانية الذي تأسس في عام 1955م ويضم أكثر من 14000 قطعة عرض ويتكون من عدة أقسام تشمل تقنيات صناعة الخبز بالإضافة إلى التاريخ الاجتماعي والثقافي للخبز كما يحتوي على مكتبة فيها أكثر من 6 آلاف كتاب تتحدث عن تاريخ الخبز وأنواعه وصناعته!

أما مدينة أفانوس التركية فيوجد بها «متحف شعر البنات» الذي تأسس في عام 1979 على يد رجل تركي يدعى «شير غاليب» وكان قد استلهم فكرة تأسيس المتحف من أحد أصدقائه الذي ترك المدينة بعد فراق حبيبته التي قدمت له خصلة من شعرها كتذكار قبل ترك المدينة، لكن صديقه رفض الاحتفاظ بخصلة الشعر وتركها لصديقه «غاليب» الذي لم يستطع نسيان القصة الحزينة فقرر تخصيص الدور العلوي من محل بيع الفخار الذي يملكه لتخليد ذكرى صديقه، وعلق فيه خصلة الشعر تلك، ثم بدأ يروي القصة لأصدقائه وزوار المحل، وعندما انتشرت القصة بين نساء المدينة تأثرن بها وبدأن بقص خصلات من شعرهن وتعليقها بجانب خصلة الشعر التي علقها «غاليب» في محله، ومع مرور السنوات اشتهر المكان وبدأ يقصده الزوار والسياح من مختلف دور العالم، وأصبح الآن يحتوي على أكثر من 16 ألف خصلة شعر لنساء من دول متعددة مدون بجانب كل خصلة شعر اسم وعنوان صاحبتها!

ويعتبر «متحف الفشل» آخر متحف مبتكر في فكرته ومعروضاته وقد أسسه المختص في علم النفس والباحث في مجال الابتكار «صاموئيل ويست» وافتتحه في السابع من شهر يونيو 2017 في مدينة هلسينجبورج السويدية، ويهتم المتحف بعرض منتجات وابتكارات ومخترعات فاشلة لم تنجح الشركات المنتجة لها في تسويقها على الرغم من توفر الدعم المادي والتقني لها، ويضم أكثر من 70 منتجا فاشلا من جميع أنحاء العالم، يقول مؤسس المتحف عنه «نعرف أن من 80% إلى 90% من المشروعات والمنتجات المبتكرة تفشل ولا نقرأ عنها شيئا ولا نراها ولا يتحدث الناس عنها، وإذا كان هناك شيء يمكن أن نستفيده من هذه الإخفاقات فهو أن نتعلم من أخطاء غيرنا». يقدم المتحف نماذج للعديد من المنتجات الفاشلة على سبيل المثال: مشروب القهوة السوداء بنهكة الكولا الذي أنتجته شركة كوكا كولا ولكنها فشلت في التسويق له فتوقفت عن تصنيعه، ومنها أيضا الهاتف المحمول الذي أنتجته شركة أمازون ولكنه لم يلق إقبالا من المتسوقين حتى بعد حملات الدعاية الضخمة التي قامت بها الشركة مما اضطرها إلى وقف إنتاجه!

في تقرير لصحيفة الشرق الأوسط نشر بتاريخ 23/4/2017 أشار «ويست» إلى أن لديه ثلاثة أهداف لتأسيس المتحف الهدف الأول: أنه يبعث رسالة للعالم بأن الفشل ضروري للنجاح، أما الهدف الثاني: فهو إثبات أن المبتكرين يجب أن يتعلموا من فشلهم وإخفاقهم بدلا من تجاهله، أما الهدف الثالث: فعندما نرى شركات عملاقة مثل شركة «كوكا كولا» و»أمازون» وغيرهما تقدم منتجات فاشلة لم تنجح في تسويقها رغم أنها تملك كل الإمكانات التي تمكنها من النجاح فإن ذلك يحررنا من الشعور بالخوف من الفشل الذي يعد جزءا من الحياة والتطور!

أخيرا.. «التعلم هو الطريق الوحيد لتحويل الفشل إلى نجاح» ذلك هو الشعار الجميل الرائع الذي يستقبل به متحف الفشل زواره.