عبدالمطلوب مبارك البدراني

قرية بلغة تواجه كارثة بيئية!

السبت - 17 يونيو 2017

Sat - 17 Jun 2017

شكا أهالي قرية بلغة التابعة لمحافظة الحناكية، والتي تبعد عن المدينة المنورة 220 كلم من جهة الشرق، من التجاوزات التي ترتكبها شركات التعدين في بلدتهم، والتي لم تراع حسن الجوار ولم تتخذ المواصفات والمقاييس المعتمدة للعمل في مثل هذا المجال، حيث يتم استغلال وقت الليل لزيادة الإنتاجية دون النظر للآثار الناتجة عن الغبار المتطاير الذي يحجب السماء ويزكم الأنوف ويسبب الاختناق للأطفال وكبار السن ومرضى الربو والحساسية، وأفادوا بأنه توجد بالمنجم كسارتان من أضخم الكسارات، وتعملان على مدار الساعة وبدون أي فلاتر أو رش لمنع الغبار، مع العلم أن الخام الذي يتم طحنه مخلوط بمواد كيميائية من أثر مواد التفجير، ومضر بالصحة ويتم استخدام مواد أخرى سامة مثل الزرنيخ الذي يتم رشه على أكوام الخام المكشوفة، حيث إن رائحته تضايق الأهالي وأحواضه مكشوفة تتبخر في الهواء، والمنجم مستمر على هذا الوضع منذ عام 2000، ويتم إذابة الصخور لإنتاج الذهب مما تسبب في إيذاء المواطنين.

وكذلك استنزاف المياه الجوفية بآبار ارتوازية خارج المنجم، ووضع خط للمياه تحت الأرض، ولمحدودية دخل بعض المواطنين في القرية فإن مساكنهم متواضعة وغير مصممة على منع دخول الغبار، ومقاومة الاهتزازات من آثار التشغيل، وارتداد طواحين الكسارات، واهتزازات التفجير المستمرة من 16 عاما، بعض هذه المساكن تصدع، والبعض الآخر آيل للسقوط، ولا تمنع أهاليها عن الغبار والأمطار، مشيرين إلى أن هذه الشركات تصدر لهم الأمراض القاتلة خصوصا الربو، لعدم التزامها بالاشتراطات الصحية والبيئية، فضلا عن أنها أتلفت مساكنهم وأحدثت فيها التصدعات نتيجة قوة المتفجرات التي تستخدمها الشركة أثناء عملية التنقيب، والموقع لا يبعد عنهم سوى أمتار قليلة. ولقد تقدموا بعدة شكاوى وآخرها تقرير نشرته صحيفة عكاظ بعنوان (منجم يصدر السموم لأهالي «بُلغَة») الاثنين 10 رمضان 1438هـ الموافق 5 يونيو 2017، إن مشكلتنا مع شركة التعدين في منجم بلغة تفاقمت واستفحلت نتيجة ما نتعرض له من أضرار جراء عملية التعدين والتنقيب، أضف إلى ذلك الآثار المصاحبة لعمليات التعدين نواتج طحن الصخور التي تكون في أحجام صغيرة جدا تقاس بالميكرون (أقل من 60 ميكرونا)، مما يجعلها سهلة الإثارة بواسطة الرياح ما لم تعامل النفايات بطريقة تمنع من إثارتها، وقد وضع مردم السيانيد في جهة القرية دون النظر للشكاوى السابقة، ولاحظت أن الغبار يغطي المنازل مما ينذر بكارثة بيئية لأهالي قرية بلغة.. نأمل من المسؤولين اتخاذ اللازم من أجل حماية السكان من آثار التلوث البيئي والمساكن من الأضرار الناتجة عن المنجم.