لا تتوقف.. ابحث عن البدائل

الاحد - 11 يونيو 2017

Sun - 11 Jun 2017

تكيف مع الظروف المحيطة بك فأنت لا تستطيع تغيير الواقع، ولكن تستطيع أن تتعلم منه وتتكيف معه وتستثمره لصالحك، فالحاجة أم الاختراع. عندما تسير في طريق وتجده مغلقا في نهايته فإنك لا تتوقف عن المسير، ولكن تبحث عن طريق بديل تكمل فيه سيرك، وعندما تشعر بالجوع وتذهب لشراء طعامك المفضل ولا تجده فإنك لا تتوقف عن الأكل ولكن تبحث عن طعام بديل وهذه فطرة إنسانية، وكذلك الحال عندما تبدأ مشروعك التجاري وتواجهك بعض التحديات والعقبات فإنك أمام خيارين، إما أن تنهي مشروعك وتتوقف عن العمل، أو تبحث عن البدائل والخيارات الأخرى المتاحة لك وتكمل بها مشروعك، وهذا ما فعله «بيترو فيريرو» عندما أسس قبل الحرب العالمية الثانية معملا للحلويات والشوكولاتة في مدينته الصغيرة في إيطاليا. اشترك هو وزوجته في العمل وإنتاج الشوكولاتة وبيعها في المعرض الصغير الخاص بهما لكسب العيش والتغلب على الفقر الذي كان سائدا في تلك الفترة في أوروبا.

ولكن بعد الحرب العالمية الثانية كان كل شيء قد تغير، ارتفعت الأسعار وأصبح هناك نقص حاد في الإمدادات والمواد الغذائية، كان معمل «بيترو» ينتج نوعا من الشوكولاتة سماها «سوبر كريما» ولكن بسبب النقص الحاد في الكاكاو أصبح أمام خيارين إما أن يتوقف عن إنتاج الشوكولاتة كما فعلت العديد من معامل الحلويات في ذلك الوقت، أو أن يبحث عن حل لهذا التحدي!

لم يستطع تغيير الواقع وتوفير الكاكاو لإنتاج الشوكولاتة، ولكنه تكيف مع واقعه واستثمره لصالحه فقام بدمج البندق الذي كان متوفرا بكثرة مع القليل من الشوكولاتة كحل لإنتاج الشوكولاتة الخاصة بمعمله وغير مسمى الشوكولاتة التي كان ينتجها من «سوبر كريما» إلى «نوتيلا» ليصنع تلك العلامة التجارية الشهيرة التي أصبحت اليوم رمزا للجودة والتميز!

أخيرا.. لكل شيء لا تستطيع الحصول عليه بدائل متعددة، قد لا تظهر لك مبكرا ولن تجدها بسهولة ولكنك حتما ستجدها إذا فكرت وراجعت كل البدائل المتاحة واستشرت أصحاب الخبرة ممن تثق بهم. البحث عن البدائل عندما لا تكون مقتنعا أمر سهل، ولكن بحثك عن البدائل عندما تكون مقتنعا يتطلب منك أن تبذل مجهودا كبيرا من التفكير والبحث والاستشارة، وقديما قيل: كما تفكرون تكونون!