كن من الأوفياء

الاحد - 04 يونيو 2017

Sun - 04 Jun 2017

الوفاء من أجمل وأروع الصفات الإنسانية التي قد يتصف بها المرء وتظهر في الإخلاص والوفاء بالوعد والعهد والتضحية والإيثار على النفس من أجل من نحب. نشرت صحيفة «أميركا اليوم» على موقعها الالكتروني أنه في نهاية عام 2012 قال الأطباء لسائق الشاحنات العجوز «لاري سويلنج» الذي تجاوز الخامسة والسبعين من عمره إن حياة زوجته «جيمي سو» المولودة بكلية واحدة معرضة للخطر بسبب إصابتها بفشل كلوي، وبالرغم من إجراء عمليات غسيل الكلى لها بصفة مستمرة إلا أن الأطباء أخبروه إن لم يجد متبرعا لزراعة كلية جديدة لها فإنها ستموت في غضون عدة أشهر.

عندها ذهب «لاري» لزيارة زوجته في المستشفى وابتسم لها وقال: لا تقلقي سأجد متبرعا؛ أعدك بذلك.! في تلك الليلة لم يستطع النوم وبات يفكر كثيرا ماذا يفعل لينقذ حياة زوجته؛ ثم خطرت له فكرة عزم على تنفيذها.

في الصباح عندما انتهى من عمله المعتاد ذهب إلى السوق واشترى بعض المواد والأدوات ولوحين من الفلين كتب عليهما «أنا بحاجة لمتبرع بكلية لزوجتي»، ووضع بجانب تلك العبارة رقم هاتفه للاتصال به! في اليوم التالي نزل مرتديا اللوحين من الأمام ومن الخلف وسار نحو الطريق العام ورغم تقدمه في السن وحرارة الجو وإصابته بآلام مزمنة في الركبة إلا أنه أخذ يتجول بهما في شوارع مدينته بولاية كالفورنيا.

كان يجوب الشوارع مرتديا اللوحين لأكثر من خمس عشر ساعة يوميا لمدة شهر كامل. قابل خلالها الكثير من الناس الذين كانوا يعرضون عليه التبرع بالمال، لكنه كان يرفض بشدة مصرا على أن يجد متبرعا بكلية كما وعد زوجته! في أحد الأيام استوقفه فريق عمل أحد البرامج التلفزيونية المحلية وعرضوا عليه نشر قصته على شاشة التلفزيون؛ وقد أدى ظهوره على شاشة التلفزيون إلى جعل معاناة زوجته مع الفشل الكلوي تنتشر وتشتهر بين السكان وعلى شبكات التواصل الاجتماعي؛ تلقى بعدها أكثر من ألفي عرض من متبرعين يرغبون التبرع بكلية لزوجته؛ لكن لسوء الحظ لم يكن أحد منهم يتطابق مع المواصفات الطبية المطلوبة لزوجته! لكنه لم ييأس فبعد مرور ما يقارب العام أوفى بوعده لزوجته عندما وجد متبرعة تتطابق مع المواصفات الطبية المطلوبة للتبرع؛ وفي سبتمبر من عام 2013 تم إجراء نقل الكلية لزوجته ونجحت العملية! أخيرا.. من الوفاء أن تكون صادقا وعادلا دائما في القول والفعل معا؛ ويكون الوفاء في أجمل صوره عندما لا تربطك مصلحة مع من تضحي بنفسك أو وقتك أو مالك أو جاهك من أجله، فكن من الأوفياء حتى مع من تكره.!