أحمد الهلالي

مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل

الثلاثاء - 14 مارس 2017

Tue - 14 Mar 2017

الفكرة تولد بريئة كالطفل، ثم تنمو وتكبر، وإن لم تتعهدها بالرعاية والتوجيه السليم ستنحرف عن أهدافها البريئة الأولى، وتخرج إلى آفاق ربما تصبح خطيرة على المجتمع، وهذا الخطر ما قرأه العقلاء في مهرجان أم رقيبة لمزاين الإبل، فإن كان بدأ برؤية ورسالة واضحة بريئة للاهتمام بالإبل وملاكها، فقد خرج عن تلك البراءة إلى آفاق سالبة، لن أتحدث عنها؛ لأنها معروفة أدت إلى إيقافه.



من الحكمة إيقاف ذلك المهرجان، لكن الحكمة الأعلى جاءت في إعادته إلى الحياة بوجه وطني ناصع، فقد سرني التنظيم الجديد للمهرجان بدءا من تسميته (مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل)، بعمومية تفك ارتباطه بالمزاين فقط، وتفتحه إلى آفاق أوسع، منها العلوم والآداب المتصلة بالإبل، وتفتح الباب للدارسين والباحثين من مختلف أنحاء العالم للاطلاع عن قرب على المهرجان والإبل بأنواعها، والحديث مع المهتمين بها عن قرب، ثم إسناد مهام المهرجان إلى دارة الملك عبدالعزيز التي يرأس مجلسها خادم الحرمين الشريفين شخصيا يعطي للمهرجان بعدا عميقا، ولن أتحدث عن جدية الدارة واهتمامها ودقتها في رسم أهدافها، وهذا سينعكس على تنظيم المهرجان بإذن الله، ويفتح دوائر البحث والتأليف الأدبي والتاريخي والعلمي والطبي حول الإبل.



ننتظر النسخة المجددة بعناية، من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وقد نسخ العلم الوطني كل الرايات الأخرى، واهتم التنظيم الجديد اهتماما بالغا بأن يكون المهرجان جادا، يكرس معاني الوطنية، ويعزز رسالته الأساسية المهتمة بالإبل وتاريخها الضارب في أعماق الحضارة العربية، وتكريم ملاكها المحافظين عليها، وفوق هذا فتح تميز المهرجان بأنشطة مصاحبة علمتُ من الأستاذ عبدالرحمن السلوم أن منها مسابقات في الموروثات الشعبية القولية كالشعر الشعبي وفن الشيلات وغيرها، جوائزها بالملايين، وكذلك العناية بالأسرة والطفل والترفيه من خلال الأنشطة والمعارض المصاحبة، ما يفتح بابا للمؤسسات الوطنية الثقافية والإعلامية والتطوعية إلى بث رسائلها من خلال المهرجان.



لا يغيب عن الدارة أن استضافة أفراد وهيئات من خارج المملكة لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل مهمة للتعريف بجزء من حضارة الجزيرة العربية، وتاريخها؛ لأن ربط بعض الثقافات (حتى العربية) لإنسان الجزيرة العربية بالناقة بأسلوب تهكمي سالب، يجب أن يمحى بصورة إيجابية، تثبت للعالم ارتباط إنسان الجزيرة العربية بالإبل إيجابيا، إذ كانت شريكه الأساسي في الصبر على بيئة قاسية، لا يتكيف فيها إلا أولو العزم والبأس.



[email protected]