شاهر النهاري

الحل الأمثل للسحر والعين والحسد

السبت - 25 فبراير 2017

Sat - 25 Feb 2017

من ينكر أن عصرنا الحالي هو عصر الصناعة والتجارة الحرة، وأن كل من عنت له فكرة جديدة، توجه إلى الصين، وعاد لنا بمخترع جديد لا يستخدم إلا عندنا، باعتبار أننا لسنا من بقية البشر!



وعن السحر والحسد والعين فلعلي أستغل مهازل ما يحدث في مجتمعاتنا من شعور مريض مربك، بأن السحر والعين والحسد تطاردنا نحن السعوديين من بين بقية الخلق، نحن فقط، من نرتعب خشية نظرات عيون الآخرين، ومن أي كلمة مديح نسمعها، حتى صرنا نتمنى ألا نسمع إلا من يعيب علينا جزءا من حياتنا، فلا تصل به القوة الحاسدة، والمقدرة السحرية لأن يصيبنا بما لا نستطيع له ردعا أو معالجة!



وإذا كان كل هذا الذكر، الذي نردده في أنفسنا وبيننا، حتى إنه يدخل في كل جملة نقولها، وإذا كان القرآن الذي نحفظ أجزاء منه، ونردد آياته بيننا وبين أنفسنا، ليس فقط في الصلوات الخمس، ولكن في كل وقت وكل هجعة لا يحمينا من العين ومن الحسد، ومن السحر، إذا لا بد أن نفكر في حل جديد مبتكر!



ونعود للصين، فالصين أم الحلول العملية لكل المشاكل غير العملية، ويمكن لأي من الموسوسين بالعين والحسد والسحر، أن يذهب إلى الصين، ويعود لنا باختراع خاص مفيد عظيم، يتكون من بيوت فردية صغيرة (بركسات)، تكون طرية الطي خفيفة الوزن، وتكفي لدخول الشخص فيها، فلا يظهر من جسده شيء، حتى لمعة عينه، وأن يكون لها أذرع أتوماتيكية نستخدمها للمشي وللسلام على الآخرين، وللأكل والشرب، دون أن يظهر لأي كان حتى عدد اللقيمات، التي نلتهمها!



بيوت ذكية تجعلنا أفرادا منفصلين بالكامل عن مجتمعنا، بل وعن أفراد أسرنا الصغيرة، فلا يعود مخلوق يرى تورد خدودنا، ولا ملاحة أوصافنا، ولا طولنا، ولا وزننا، ولا ما نرتديه من ملابس، ولا ما نحمل معنا من أشياء ثمينة، فلا يكون لقوة سحر أو عين أو حسد أحد أن تخترقها، ولا أن تضر بنا مهما حاول المتعقبون عبثا!



ومن نواحي الصوت، والذي قد تطوله العين والحسد، فيصدر عن تلك (البركسات)، من خلال مايكرفون خاص، يكون قادرا على تغيير ملامح الصوت بحيث لا يكون فيه أي نعومة أو جمال أو قوة تؤدي للحسد، ويتمكن من تحويل ضحكاتنا، التي قد يحسدنا عليها الخلق، إلى عويل، وصراخ، ولعله أيضا يقوم بلدغ الحروف، حتى لا يكون أحدنا شاعرا أو حسين كلمات، فيقوم المايكرفون بتخريب كلامه، وخلق الرداءة فيها، فلا يحسد!



(بركسات)، بجميع الأحجام، بحيث يستفيد منها حتى الصغار، فلا يحسدهم أحد أثناء نموهم، وتفوقهم دراسيا، أو في مختلف فترات حياتهم!



وللتغلب على العزلة، خصوصا بين الأزواج، يكون لهذا المخترع القدرة على الاندماج، غير المرئي، والذي يحمي بتمكن، فلا يجعل الحال يخترق بواسطة عين أحد الزوجين!

بركسات بلون واحد، ومصنوعة من مادة قياسية واحدة، حتى لا يأتينا الحسد من تميز أو ندرة.



ولعلنا مستقبلا أن نطور بركساتنا لتتمكن من التصدي لنظرات أهل الأعين الزرقاء، والأعين المشقوقة، وربما لأعين المخلوقات الفضائية لاحقا إذا ما حدث ونزلوا بيننا بأنواع حسد قد لا ندرك أبعادها!



[email protected]