فهد المرسال

حساب المواطن والعزوبي!

السبت - 18 فبراير 2017

Sat - 18 Feb 2017

فكرة حساب المواطن رائعة ولا أعتقد بأنها بحاجة لتعريف لأنها أصبحت «عنوانا» لأحاديث المجالس ومنصات التواصل الاجتماعي وجلسات «مشراق» الشمس لكبار السن، ولأن حساب المواطن أتى مكملا لخطة الوطن لتحقيق رؤيته الحالمة ليكون عونا لسداد الفجوة المحتملة بين الدخل الشهري للمواطنين وارتفاع فواتير الخدمات بعد رفع الدعم الحكومي عنها، وإلى هنا «الأمور طيبة» وعشرة على عشرة، وبما أن «الشياطين تكمن في التفاصيل» أحيانا تعالوا معي في جولة بإحدى التفريعات المتعلقة بأحد شروط الاستفادة من البرنامج المستهدفة ما أسموه «بالفرد المستقل» الذي سيتم صرف الدعم المستحق له بحساب «رب الأسرة»! أعترف بأنني وأنا أقرأ شروحات هذا الشرط الواقف كـ»الفيل» أمام أحقيتك بالانضمام في عربة حساب المواطن تحسست «شاربي» وشرد ذهني متمتما «يا حيف» بعد كل هذا العمر المسافر لمنتصفه من الكدح في العمل الحكومي والمساهمة في البناء والأحلام يعيدونني لمحفظة أبي! ما هكذا تورد الإبل! ولأن الخيال بلا سماء خيل إلي بأن معشر العزاب الساكنين مع أسرهم رغم استقلالهم المادي بعد استلام رواتبهم الشهرية يحضرون «جراكلهم» والجركل للعلم هو «إناء» يطلبون من والديهم تعبئته بمخصصاتهم من دعم «البنزين» كآخر محاولة تحفظ لهم كبريائهم ليتجنبوا استلامه من «أربابهم» نقدا! رفعا للإحراج من أنفسهم أولا!! وفي الجهة الأخرى أشعرنا القائمون على إعداد شروط الحساب بأن الملائكة تجسدت وسكنت أرواح البشر وافترضت «حسن الولاية» بالآخرين ليتولوا استلام دفعات الدعم! ألم يعلموا بأن البخلاء لو باستطاعتهم ادخار الأكسجين لما ادخروه!

فكيف سيتصرف إذا بتوزيع الدعم على أفراد أسرته! لذلك المحاكم تغص بقضايا المنازعات حول إرث وغيرها! كلنا أمنيات بألا يتحول هذا الحساب الرائد كفكرة إلى «معاريض» بطريقة حديثة للحصول على الحقوق المشروعة، وأن تعاد دراسة تعريف «الفرد المستقل» بمعناها الأعمق لا السطحي كمشاركة سكن وغيرها لأن عقود الإيجار الوهمية على «عينك يا تاجر» واسألوا تجار التأشيرات!، ولمعشر العزاب أصدقائي الموظفين أقول «فكروا» بالجركل واقتنوا مصابيح بالطاقة الشمسية لإنارة «غرفكم» وشحن الجوال احتراما لسنين الاستقلال الشامخة والاعتماد على الذات!

ونيابة عن المكافحين في فضاءات العزوبية «سنلتمس» العذر للقائمين على حساب المواطن إن كانت فكرة إعادتنا لأحضان «أربابنا» لجعلنا نفكر في الدخول في «عش الزوجية» لنشعر بأننا أفراد مستقلون!