سهام الطويري

البريد السعودي «النائم»

السبت - 18 فبراير 2017

Sat - 18 Feb 2017

لا تزال خدمات البريد السعودي في أسلوبها ثابتة متجمدة لم يطرأ عليها أي تغيير تقدمي جذري في مسألة تطوير الخدمات، حينما نتكلم عن الصندوق البريدي مثلا فالواقع أن مجاراة التطور العالمي في ذيل القائمة.

مسألة اشتراك الصندوق لضمان الدفع السنوي للبريد تحتم على المشترك أن يحصل على صندوق في فرع البريد يعطى عليه نسختي مفتاح، ويتحتم على المشترك أن يضرب مشوارا بالسيارة حتى يصل مقر الفرع ويذهب لرقم صندوقه حتى يفتحه ويحصل على بريده المتأخر جدا ربما لأسابيع، لأنه لا يوجد إشعار إبلاغ ببريد جديد دخل الصندوق الحديدي المتهالك.

وفي بعض الأحيان تنقطع العلاقة بين الإرسالية الخارجية وبين متتبعها بمجرد تسليمها للبريد السعودي. والسبيل الوحيد للعثور على الإرسالية تكون باقتفاء أثرها في المركز الرئيسي للبريد في المدينة، على سبيل المثال يجب على جميع سكان مدينة الرياض مراجعة مركز البريد على جنوب طريق الملك فهد إذا ما وصلت إرسالية أو طرد كبير لا يهم من أية اتجاه يسلكونه من أطراف المدينة الكبيرة للوصول إلى البريد.

الناس لا يهمها رخص الخدمة ورداءتها أيضا! ولكنه يهمها تميزها وإن كلفت قليلا.

المعاناة في تتبع الطرود البريدية مسألة لم يقم البريد بالوقوف عليها وحلها بحزم ينهي تخبط مفهوم البريد.

لماذا لا يمكن لمؤسسة البريد السعودي أن تنهي معاناة اقتفاء البريد من خلال الاستفادة من تجربة بريطانيا الرائدة في تقديم خدمات البريد بالدقة؟!

مثال واحد فقط على أهمية البريد: اعتماد المستشفيات على البريد لإرسال مواعيد المرضى وتقاريرهم سيعمل على حل الزحام، واعتماد إرسال الطرود وتوصيلها إلى عناوين المنازل بدقة سيعمل على تعزيز الثقة بالبريد السعودي النائم.

حتى في مسألة البنية التحتية يشعر الداخل للبريد بالكآبة بسبب الفوضى وعدم تنظيم المكان وعدم التماس الشعور بالراحة لدى بعض موظفي البريد.

كل مسكن - لكل مواطن ومقيم - له الحق في الخدمات البريدية، فلو نفض البريد السعودي النوم عن ذاته سيجد أنه يقدم خدمة لثلاثين مليون نسمة بمقابل إيرادات خيالية تفوق إيراداته النائمة الآن. من مميزات البريد السعودي ألا يعترف بحقوق المشتركين، فلا تهمه حاليا مسألة إشعارات برسائل نصية فقط تؤكد للعميل وصول بريد في الصندوق الحديدي، فقط يهتم بالإشعار قبل نهاية السنة بضرورة تسديد رسوم الصندوق.

البريد الحكومي يجب أن يحظى بمنافسة مع نظرائه من مقدمي خدمات الإرسال والتوصيل للطرود. في بريطانيا يحظى البريد الملكي البريطاني بسمعة راقية تجعله الاختيار الأول للعملاء بدلا عن دي إتش إل وغيرها من الشركات الرائدة في الخدمات البريدية.

هل سيستيقظ البريد السعودي؟!

[email protected]