نظام الملالي وثمن استفزازاته العبثية

السبت - 18 فبراير 2017

Sat - 18 Feb 2017

كل المؤشرات السابقة واللاحقة لنظام الملالي كانت تؤكد على أهمية التعامل الجدي مع نظام من هذه النوعية غير الأخلاقية، نظام لا يعترف أبدا بالمواثيق والعهود سواء الدولية أو الإسلامية لأنه بالأساس يمثل أداة العبث هنا وهناك من خلال نظام لا يرتكز على أي مبادئ دينية أو إنسانية بل مجرد أحقاد وأطماع في دول الجوار وهذا ما يجعله يحاول بشتى الطرق للوصول إلى مآربه التي أقل ما يقال عنها إنها (ثورة للثورة) مما يجعل النتائج دوما تكون غير محسوبة بل تترك من قبل هذا النظام رهينة المد والجزر والتلاعب بالتصاريح الوهمية التي ظاهرها السلام بينما في الحقيقة هي (تصاريح حق أريد بها باطل)!

ودلالة ذلك الخروج المتكرر عن النص الإسلامي من قبل نظام الملالي الأفاق الذي يقيم الدنيا ويقعدها بشعارات الزيف المعهودة على شاكلة (الموت لإسرائيل) وغيرها بينما هو ومن تحت الطاولة يعقد الاتفاقات معهم ويقيم العلاقات التي يبحث من خلالها عن تحقيق أطماعه المشينة في الدول المجاورة ورغم أن الحكومة السعودية كانت دوما تحذر من خطورة نظام الملالي وتشير إلى حقيقة هذا النظام وتوضحه للمجتمع الدولي وكثيرا ما أشارت إلى نوايا هذا النظام المخادعة والتي لا تنشد السلام بل تسعى لتضليله وعرقلته، وفي كل مرة تقترب فيها دول السلام لعقد اتفاقات سلام هنا أو هناك نجد أن نظام الملالي يعيد الكرة مئات المرات ويتمادى في إشعال نار الحروب في دول الجوار ودعمها سوى ماديا أو معنويا أو لوجستيا وبشكل أصبح صريحا وفاضحا فيه تحد واستهتار بالأنظمة الدولية وبالمجتمع الدولي ذاته!

ودليل ذلك الاستفزازات التي لا تنتهي لدول الجوار وللأمن والسلام العالمي برمته وآخر ما قام به من استفزازاته العبثية إطلاق الصواريخ الباليستية وبشكل استفزازي ضاربا عرض الحائط بكل الأنظمة والقوانين الدولية التي تحد من انتشار مثل هذه التجارب التي تهدد استقرار الأمن العالمي بشكل عام وفي ذات الوقت تشير إلى عقلية نظام الملالي المريضة والتي لا تجيد سوى أعمال الظلام وتغذية الإرهاب والثورات الهمجية في شتى بقاع الأرض وبخاصة دول الجوار التي أصبحت مرتعا خصبا لتدخلات نظام الملالي وفرض وجودها العبثي في بعض الدول من خلال أذنابها الذين يعملون لحسابها وعلى حساب حرية أوطانهم رغبة في أطماع دنيوية أو انسياقا خلف طائفية مدمرة جعلت بعض أبناء هذه الدول ينساقون خلف العبث الإيراني الساعي إلى الإخلال بأمن المنطقة العربية جمعاء، وسعيه لتمزيق وحدة هذه الدول ومصادرة حريتها في حق تقرير المصير ومحاولة فرض وصاية (نظام السفيه) عليها.

ذلك النظام الصفوي الدموي الذي كان يتستر خلف مسمى الدولة الإسلامية ولكنه في الآونة الأخيرة كشر عن أنيابه وأظهر حقيقته الدموية التي لا تمت لدين الإسلام بصلة وفي أكثر من دولة عربية كالعراق ولبنان وسوريا واليمن مؤخرا وكل هذه التدخلات غير المقبولة من الدول العربية والإسلامية وكل هذا الخروج عن نص نظام الأمن العالمي جعلت أمريكا أخيرا تعلن الحرب الصريح على نظام دولة الملالي الدموي ووصفت إيران بالداعم الرئيسي للإرهاب وهي حقيقة قد أشارت إليها السعودية كثيرا، ولكن وشطن أخيرا استوعبت هذه الحقيقة ومدى خطورتها حتى على المصالح الأمريكية ورعاياها في كل دول العالم وقرار أمريكا على لسان رئيسها ترمب بمحاربة هذا النظام الدموي سيجعل نظام الملالي في حالة عزلة وانهزام عاجلا أم آجلا والوصول إلى هذه المرحلة كان نتيجة حتمية لتدخلات نظام الملالي في شؤون دول تتمتع بالحرية والسيادة على أراضيها ولكن يبدو بأن الوقت قد حان ليدفع نظام الملالي ثمن فاتورة عبثه وسذاجة أطماعه وقبح أفعاله التي أساءت كثيرا للإسلام وأتباعه في مشارق الأرض ومغاربها.