عبدالله المزهر

نخلة عقلنا!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 12 فبراير 2017

Sun - 12 Feb 2017

هل ماتت النخلة أم لم تمت؟ هذا السؤال الذي أرق الناس وأنساهم شائعات رفع أسعار الخبز، والجدل حول بيع حصة من أرامكو، والتكهنات المتعلقة بحساب المواطن الذي يبدو أنه سيكون عسيرا على الفهم حتى حين.



والحقيقة أن النخلة كائن جميل ويستحق هذا الاهتمام، لكن هذا الاهتمام بموت النخلة لم يكن ليحدث لو أن الذي قال ذلك هو شخص آخر غير الفنان الجميل ناصر القصبي، لو أن أحدا غيره أخبر الناس بهذه القصة لكانت موضوعا شيقا ساخرا في إحدى حلقات سيلفي، ولذلك فإنه من المتوقع أن يتقبل القصبي سخرية الناس من قصة النخلة، لأنه من عودهم على السخرية من الأشياء التي لا يقبلها العقل، وأحيانا حتى من الأشياء التي يمكن أن تحدث.



والجميل في الجدل حول هذه القصة ـ التي لا أنفي حدوثها ـ هو أن الكثير دافع عن صحتها واستشهد بقصص مشابهة، وتحدث آخرون من فرط الحماس عن أبحاث علمية ودراسات أثبتت أن الأشجار تموت حين يموت أصحابها. ولا أعلم هل تحدثت تلك الأبحاث عن موت الأشجار بعد بيعها لمالك آخر أم إن الأمر متعلق بالوفاة فقط.



ومصدر جمال هذا الجدل هو أنه تأكد يقينا أن كثيرا ممن يتحدث عن تحرير العقل وعدم تسليم الناس عقولهم لآخرين دون تدبر وتأمل وتفكير لم تكن مشكلتهم هي تحرير العقل فعلا، ولكن مشكلتهم كانت في الجهة/ التيار الذي يسلم الناس عقولهم له ليكفيهم عناء التفكير. وقد حدث مثل هذا الجدل مع معجزات وكرامات الدكتور عدنان إبراهيم التي صدقها فئام من الناس كانوا يكذبون قصصا مشابهة في الاتجاه الآخر، وكذبها المؤمنون بوقوعها عند آخرين.



وعلى أي حال..



ولأن القصص الغريبة دائمة الحدوث فقد لاحظت أن سيارتي تتعطل مرة على الأقل في كل شهر، ثم لاحظت أن هذا الأمر يحدث غالبا في آخر الشهر، وكان هذا لغزا غريبا لم أستطع فهمه، البعض قالوا إن السبب يعود لأن وضعي الاقتصادي في آخر الشهر يجعلني أتجاهل تزويدها بالوقود مما يؤدي في آخر المطاف إلى توقفها عن الحركة، ولكنه تفسير لم يقنعني كثيرا.