سهام الطويري

جامعاتنا إلى السادسة مساء مثلا.. هل يوافق وزير التعليم؟

السبت - 21 يناير 2017

Sat - 21 Jan 2017

يعتمد النجاح على المثابرة، وتعتمد الجودة دائما على الإتقان، كما وتراهن استمرارية أي جامعة كانت على الموارد البشرية كوقود حي.



للجامعة في الوطن قيمة مرموقة محترمة لأنها منصة التغيير في المجتمعات البشرية على المستوى الثقافي والاقتصادي والتنموي. ولذلك تقاس حضارة الشعوب حاليا من حولنا وفقا لجامعاتها من حيث الكم والنوع، ولذلك فإننا بلا غرور ولا غطرسة كسعوديين نتصدر قمة الهرم على الصعيد العربي في الوقت الراهن في مسألة التحضر التعليمي المبني على تعداد السكان وفقا لانتسابهم الجامعي.



لو عدنا إلى نمط الجامعات التقليدي الآن فهو لا يتجاوز في الصورة التخيلية ذلك الشاب العشريني المرغم على تأدية دور الكهل في مسرحية معروفة باردة اسمها نهاية الكتاتيب وبداية التعليم وبداية الجامعات وبداية تعليم الفتيات، تاريخ لم نشهده ولكننا نعيش فترته في داوم 8 ص-2 م، الذي تأسس في عقود مضت حينما كان آباؤنا شبابا في أعمارنا اليوم، وحينما كان وزير التعليم من نخبة عصره في مقامنا الطموح اليوم.



لم يعد اليوم عذر لأن تختزل ساعات التعليم والعمل في الحقل الجامعي بما لا يضاهيها في جميع دول العالم المتقدمة من اليابان شرقا وحتى كندا غربا. لم يعد من المناسب أن تكبل أيدي طلبة الدراسات العليا عن العمل بعد الثانية ظهرا لأن اللايف ستايل العام للجامعة يرغم أغلب الأوقات الجميع من مقام مدير الجامعة وحتى حارس البوابة على الرحيل بعد الثالثة عصرا.



للجامعة مقامها المرموق فليست مدرسة، كما أن مرتاديها في الألفية الثانية ليسوا كأولئك الذين عاصروا افتتاحها للوهلة الأولى بنظارة «الكشمات» والكاديلاك «الممطوط» في رحلة تنتهي بهم لبكالوريوس وصك أرضية و20 فرصة وظيفية. إنه اليوم زمن المنافسة وليس الأمس زمن الاستقطاب! لو عمل switch بين الجيلين لرغب ذلك الجيل فرص زماننا وبلا منازعة لرغب أغلبية معاصري «توقيع البصمة» بأن تبقى وتيرة العمل اليوم دون ثورة زمانية امتد عمرها من جيل غازي القصيبي للآن.



وإن كان هناك مجموعات بحثية داخل جدران الجامعات وjournal clubs وباحثون داخل المكتبات يرغبون بالبقاء إلى ما بعد الثانية ظهر إلا أن عراك اللايف الستايل مقلق ومرهق جدا.



أتمنى أن يتفق معي وزير التعليم في مد عقرب الساعة الجامعي إلى ما يقارب حدود الخامسة مساء لتتوفر الساعة السادسة كوقت يسمح بالصلاحية لمن يريد استغلاله في الجامعة، طالما تتمتع أغلب الجامعات بتحولها إلى حاضنة توفر أغلب احتياجات الإنسان من مرافق طبية ورياضية وترفيهية وتعليمية وحتى رياض أطفال.



أنا أؤمن بأن السادسة مساء ستحدث فرقا شاسعا في إنتاج المختبرات وفي توسيع رقعة مجال بناء المجموعات البحثية لطلبة وباحثي ما بعد الدكتوراه الذين يعاصرون تجارب عمر ما بين اليومين والثلاثة إلى الشهر، أؤمن بأن السادسة مساء ستجذب الكارهين لها من طلبة البكالوريوس والإداريين ما إذا أحدث نظام العمل الجزئي أو نظام shift بمقابل المكافأة المالية في مرافق الجامعة من المقاهي والمكتبات، كما أؤمن بأن السادسة مساء ستحدث تغييرا جذريا مهما في إعادة جدولة مهام العائلة وتنظيمها واحترامها للوقت وتقييمها للميزانية المالية بمرور عقدين فقط، أؤمن بأن السادسة ستخلق جيلا محترما أكثر للعلم وللتنظيم والأسرة والأهم من ذلك توفير الطاقة والمرور والميزانية الفردية والعائلية وأكثر من ذلك.



[email protected]