ترَامب.. بالشوط الأخير إلى البيت الأبيض!

الثلاثاء - 10 يناير 2017

Tue - 10 Jan 2017

دونـالد ترامب، المرشح الانتخابي الأمريكي، كان قد «فاز» في يوم الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016م، في الانتخابات الرئاسية؛ بعد أن سار على طريق طويلة، وجادة ووعرة، ورحلة وعثاء شعثاء دامت فترة حولين كاملين، حتى حاز، في لحظة من المفاجأة وكثير من الإثارة، على مسمى «الرئيس المنتخب» في الولايات المتحدة الأمريكية في انتخابات 2016م.



1. لقد تم الانتخاب العام الرئاسي كما كان مقررا له حسب القواعد الدستورية في «أول ثلاثاء» من نوفمبر. (..غير أن القانون كان قد رغب في تحاشي تنفيذ الانتخاب إذا صادف وقوع الثلاثاء في أول غرة رأس الشهر!). وعليه، فقد وجب عقد الانتخاب هذه السنة في (ثاني) ثلاثاء، وبذا وقع في الثلاثاء، 8 من الشهر، وليس الثلاثاء غرة نوفمبر!



2.لكن، حسب القواعد الدستورية، وجب اجتماع «الهيئة الانتخابية الرئاسية» Electoral College في مبنى كونجرس كل ولاية على حدة، لطرح أصواتهم للمرشح للرئاسة؛ وفي تلك اللحظة (بدأت) تسمية (الفائز)، وذلك بغض النظر عن حجم (التصويت الشعبي) لأي من المترشحـين؛ وهذا هو من عجائب وخصوصية نظام الانتخاب الرئاسي الأمريكي.. حصرا.



أي إن أصوات أعضاء هذه «الهيئة الانتخابية» ستكون لها اليد العليا بغض النظر: أي ليس بالضرورة أن تتماشى أصوات هؤلاء مع مجموع الأصوات الشعبية التي تم تسجيلها، وكان قد منحها عموم الشعب منذ قفل صناديق الاقتراع، وبعد إحصاء وتسجيل وإعلان تلك الأصوات.

وعليه، فاجتمع أعضاء «الهيئة الانتخابية» في كل ولاية، وذلك في يوم الاثنين، 19 من ديسمبر، (أي عقب 6 أسابيع/‏ 40 يوما بعيد وقوع يوم الانتخاب)؛ وأدلوا فعلا بأصواتهم وقتها.



3. وهناك خطوة أخرى، مع نهاية أول أسبوع من يناير، فكان يوم الجمعة، 3 من يناير 2017م، حين تم عقد جلسة خاصة للكونجرس مكونة من أعضائه الذين التأم شملهم (..قديمهم المعاد انتخابه منهم، وحديثو العهد بالانتخاب)، وتم في تلك الجلسة «تنصيبهم»؛ ثم قام مجموع الأعضاء بالتصديق تحت قبة الكونجرس/‏ البرلمان.. على تصويت أعضاء «الهيئة الانتخابية حيال الرئيس المنتخب؛ وبرزت أصوات أعضاء البرلمان بشقيه، فأعطوا لدونالد ترامب 304 أصوات، مقابل 227 صوتا لهيلاري كِلنتـُن.. أي بقرابة نسبة 2 - لـ1(بما يعكس زخم حجم انتصار الحزب الجمهوري الذي تحقق لعضوية مجلسي البرلمان). ولم تبرز لي بقية الـ538.. بين متغيب وممتنع عن التصويت!



لقد كان ذلك «التصديق» تثبيتا لانتخاب السيد دونـالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية الـ45!

4. لكن، على السيد ترامب الانتظار إلى تمام الساعة 12 من زوال ظهر يوم الجمعة، في نهاية الأسبوع الثالث، المصادف هذه المرة لـ20 من يناير، وحتى الانتهاء من تلاوة قـَسَم المنصب، وترديده، عبارة - عبارة، وراء رئيس المحكمة العليا.



وحتى حلول تلك اللحظة، سيكون الرئيس الحالي (السيد براك حسين أوباما، الذي سيكون حاضرا حفل التنصيب ومعه كافة الأحياء والأصحـاء من رؤساء أمريكا السابقين منذ الرئيس جيمي كارتر، ومعه الرئيس جورج هـ. بوش(الأب)؛ والرئيس بــِل كلـِنتـُن؛ والرئيس جورج و. بوش(الابن).



وسيبقى الرئيس باراك حسين أوباما إلى تلك اللحظة بكامل وشامل صلاحيات رئيس البلاد، وبمسؤولية القائد العام للقوات المسلحة، وذلك ضمانا لاستمرارية وانسيابية انتقال السلطة.



وذلك إلى اللحظة التي يُكمل فيها «الرئيس المنتخب» تلاوة القسم، فينبس حالا رئيس المحكمة بقوله: «تهانينا، سيادة الرئيس»!