بوح مطب

الاثنين - 09 يناير 2017

Mon - 09 Jan 2017

أحتمل أثقال العابرين وصدماتهم، وشتائمهم أيضا، أتواجد عند كل تقاطع وانعطاف، ورغم أن مكاني الأنسب هو أمام المساجد والمدارس، إلا أنك تجدني أيضا أمام كل بيت لشخصية مهمة، وأحيانا غير مهمة، بل قد أتموضع في مكان غير مفهوم أحيانا! لذا أعتقد أيها العابر في شوارع السعودية أني مألوف لك أكثر من بعض أقاربك!



أكثر خبر يزعجني عندما أسمع بزيارة مسؤول، فحينها أتيقن بدنو أجلي، حيث تتم إزالتي وتسويتي بمستوى الاسفلت، لكن لا تفرح كثيرا فبعد انتهاء الزيارة بقليل ستجدني منتصبا مرة أخرى كالجبل الأشم وسط الشارع!



أكثر ما يطربني سيمفونية أصوات الفرامل التي أصبحت جزءا من حياتي والتي تتبعها صيحات العابرين وصراخ أطفالهم بعد ارتطامهم بطبلون ومراتب السيارة، وأكثر المشاهد المسلية عندي عندما أرى «كفرات» السيارة الأربعة وقد عانقت عنان السماء بعد ما أعطيتها (سفلكس خلفي) جعلها تطير كالفراشة.



وبلا شك أن أكثر من يعجبني من المخططين والمهندسين في العالم هم أولئك الذين يديرون البلديات في السعودية، حيث يتم اعتمادي بسرعة كأول الحلول عند أي مشكلة تواجههم، ثم ينسونني لأعيش حياتي وأستمتع بها، مما جعل مدنهم تحفل بأكثر نسبة مطبات بالعالم، فلا حرمني الله منهم ولا حرمهم مني!