حمود الباهلي

كثرة الخيارات.. معضلة!

الأربعاء - 04 يناير 2017

Wed - 04 Jan 2017

سافر باري شوارتز مع زوجته إلى باريس، عندما وصلا كان الطقس جميلا، ذهبا إلى مطعم راق، وشاهدا قائمة الأكل فيه، كانت جيدة، لكنهما قالا: إنها باريس ومن الخطأ أن نذهب إلى أول مطعم نصادفه!



ظلا يتنقلان من مطعم إلى آخر، وبعد مضي ساعة فقدا شهيتهما للطعام، وتوقفا عند أقرب مطعم وتناولا وجبة عادية.



هذه الحادثة دفعت شوارتز المتخصص في علم النفس للبحث عنها، وأصدر بسببها كتابه معضلة الخيار (the paradox of choice)، فكرة الكتاب أن توفر خيارات لدى الشخص شيء مهم، حتى يكون لديه مساحة حرية في اختيار الشيء المناسب له، لكن إذا زادت الخيارات بشكل كبير انعكس هذا سلبا على الرضا عن الخيار الذي اختاره، بسبب أن الإنسان (أي إنسان) يكره أن يخسر.



لو كان لديك ثلاثة خيارات، فإن احتمالية حصولك على الخيار الأنسب هي 1/3، لكن لو كان لديك 7 خيارات، فإن احتمالية حصولك على الخيار الأنسب هي 1/7. لذلك يزيد الضغط كلما قلت فرصة حصولك على الخيار الأنسب.



كثرة الخيارات تستدعي كثرة المقارنات، حيث إنه لا يوجد خيار هو الأفضل من كل وجه، ستجد نفسك عندما تتوفر خيارات أكثر أمامك، يحدث أنه:



1) يتأخر اتخاذ قرار.

2) يقل استمتاعك بالخيار الذي ملت إليه.



هذه تجدها واضحة أمامك في خيارات مثل المطاعم التي ترتادها، أجهزتك الالكترونية، عطلتك السنوية، مسارك الوظيفي، اختيار شريك حياتك.



نعيش في عالم يعج بالخيارات من كل نوع، باقات الانترنت، أنواع المربى، برامج تلفزيونية، إطارات النظارات.. لذلك ماديا لا نشكو من توفر الخيار، لكن نشكو نفسيا من أننا غير راضين عن الخيارات التي أمامنا، والتي كان بعضها حلما قبل 10 سنوات.



ينصح شوارتز أن نقلل من قائمة الخيارات التي علينا اتخاذ قرار بشأنها، لكنها كما يقول نصيحة من السهل التلفظ بها ومن الصعب العمل بها، خاصة أننا نعيش في عصر العولمة، حيث يتوفر تقريبا كل نوع من كل شيء.