حمود الباهلي

القدح من الرأس

الأربعاء - 28 ديسمبر 2016

Wed - 28 Dec 2016

قبل أشهر مررت بمحل يديره وافدون في مدينة نجران، يوفر إمكانية عرض الأسر السعودية منتجاتها فيه بشرط استئجار رف. سألته عن قيمة إيجار الرف شهريا فقال 500 ريال، زرته بعد عدة أسابيع وسألته عن إيجار الرف شهريا، فقال: 250 ريالا.



ذكرت الحادثة لعدد من الأصدقاء، بعضهم علق بأن أفراد تلك الجنسية معروفون بالجشع، آخر كان رأيه أن الوضع الاقتصادي الراهن لا يساعد على رفع الأسعار.. إلى غير ذلك من الآراء التي لا يجمع بينها سوى أنها مجرد انطباعات وتصورات شخصية، غير مبنية على دراسة أو بحث دقيق.



لا تخلو مجالسنا من (القدح من الرأس)، وهذا ما يجعل نقاشاتنا توصف بأنها مريرة وغير عملية، كما ثار نقاش حول مقتل السفير الروسي بين أشخاص ليس لديهم اطلاع على الصحف الروسية والتركية، وتحليلاتهم مجرد (تخمين).



شخص لم يجلس في حياته مع فرنسي ولم يذهب لفرنسا قط، ومع ذلك لا يخجل من أن يتصدر المجلس ويبدي رأيه عن المجتمع الفرنسي.



المشاركات في الهاشتاقات مثل جيد على مدى الجرأة لدى البعض على الخوض في مواضيع ليس لديهم أي تصور عنها، مجرد (درعمة).



جمعني مجلس مع شاب بريطاني، كنت كعادة السعوديين أوزع آرائي ذات اليمين وذات الشمال، في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية، كان الشاب البريطاني يباغتني بين فترة وأخرى بسؤال: ما هو مصدرك؟ تحليلاتك هل هي مجرد تخمين أم فعلا مبنية على معلومات موثقة؟



أعترف! خرجت من اللقاء وأنا حانق على زميلي البريطاني، لكنه في الحقيقة كان على صواب. إلى متى ونحن نقتحم الحديث عن مواضيع ليست لدينا معرفة كافية عنها، ونصدر أحكاما حول آخرين دون بذل جهد للوصول للحقيقة؟



منذ قرون قال الإمام الغزالي «لو سكت من لا يدري لقل الخلاف بين الخلق».