محمد حدادي

الطبقة «المتقسطة» وهجوم الراتب!

يصير خير
يصير خير

الأربعاء - 30 نوفمبر 2016

Wed - 30 Nov 2016

متطامنا وروح السكينة تغشاك فيما العالم من حولك يدور في سلام؛ جيبك فارغ إنما من «البركات» أن روح الإفلاس تنعكس على دماغك فيكون مرتاحا هو الآخر أو هكذا تعتقد!



القناعة المخبوءة بداخلك تنجح بصد كل هجوم مباغت حتى لضروريات الحياة التي يكون نصيبها التأجيل! يمضي الشهر ما بين ترقب للآتي والشعور بعدم الأسف على ما فاتك من زينة الحياة الدنيا! قد تطلق من حين لآخر زفرات «التوجع» إنما قياسات «ضغطك» و»سكرك» سليمة ولا تخرج في العادة عن معدلها الطبيعي سوى في مباراة تشاهد فيها فريقك يخرج خاسرا المستوى والنتيجة رغم أن «الحكم أجنبي»!!



فجأة - وبما يشبه نغزة الألم - يدهمك الضجيج والصخب الضار تصاعديا؛ ترتفع الوتيرة فغدا يوم الحسم الأكبر إنما في معركة تدرك كل جارحة فيك أنك خاسرها! يبدأ يومك «الأغبر» من منتصف الليل بتلقي رسالة على جوالك تخبرك بنزول «السيد المحترم» راتبك مخصوما من «البنك التجاري» و»بنك التسليف»!



الغريب دخولك مجال حالتين شعوريتين متناقضتين؛ التلهف لقراءة الرسالة رغم اعتياديتها؛ وهي حيلة «تسوقها» لإثبات ذاتك؛ فأنت من ضمن ملايين البشر الذين يقبضون معاشا شهريا! والحالة الأخرى تخوفك من فتح الرسالة خشية وجود «حسومات إضافية»! في كلا الحالتين لن تهنأ بليلة مريحة لأن القلق سيطير النوم من عينيك!





تبدأ «المطاردة» - ما بينك والدائنين - منذ ساعات الصباح الأولى! بودك لو تستطيع الهرب من واقعك الذي يبدو فيه جيبك «منخلا» لا يستطيع الاحتفاظ بقطرات الراتب الضئيلة! ورغم «عطشك» يطاردك من تتوقع كل شهر هجومهم الوشيك! قد يزيدون ولا ينقصون! ولأنك تعيش عصرا مدججا بوسائل التواصل فإنك إن أغلقت دونهم الباب لن يأتوك من النافذة وحسب بل من كل ناحية؛ فكل الطرق تؤدي إليك! فإن أعيتهم الحيلة أدخلتهم أنت عالمك على شكل كائنات مفزعة وكوابيس تجثم على صدرك أحلاما!



ختاما: ماذا إن تمت إعانتك أنت ومن يعيشون وضعك - من المتشبثين بأدنى درجات السلم الوظيفي- بإعانات مقطوعة ولو من أموال الزكاة؟! أنت «مسكين» في الواقع ولا بأس إن «وثق» ذلك بشكل رسمي! وذلك خير لك لو كنت تدري من مسلسل مطاردة الدائنين لك خامس كل برج شمسي! وخير من أن تنسى «إنسانيتك» فتمد يدك للمال العام لو أنهم يعلمون!



[email protected]