الشرق الأوسط كما لم تعرفه من قبل

الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط

الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط

الجمعة - 13 فبراير 2015

Fri - 13 Feb 2015



الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط




  • - الكاتب: كريستيان ألريكسين


  • - الناشر: Hurst 2014



على امتداد القرن العشرين استمرت الحرب العالمية الأولى 1914 تلقي بظلالها على الشرق الأوسط، فظهرت بلدان جديدة من تحت أطلال المنطقة بسبب التدخل الغربي، وبعد تسعة عقود نتيجة لتجدد الغزو الأمريكي للعراق 2003 أعلن القائد البريطاني في بغداد «لم تأت جنودنا إلى بلادكم كغزاة ولكن كمحررين».أما اليوم، فإن سوريا المتاخمة لحدود العراق تمزقت أوصالها بالحرب الأهلية بعد2011، وهو ما زعزع أسس نظام الدولة ما بعد الاستعمار.

ولاحظ عدد من المحللين في الغرب أن «الربيع العربي» يمثل الثورة العربية الثانية، أو أنه يبشر بالتفكك النهائي لإرث معاهدة «سايكس – بيكو».

في كل الأحوال تعود هذه المصطلحات وتحديدها إلى الصراع أثناء الحرب العالمية الأولى 1914، مثل: قوى الحداثة، القومية العربية، الإسلام السياسي، الثورات، الإرهاب، الحروب الأهلية.

كما قضت القوى العظمى عقودا من التنافس مع الصراع العربي الإسرائيلي جعلت من هذه المنطقة وبلدانها مركزا للسياسة العالمية.

هذا الكتاب الجديد في بابه ومضمونه لمؤلفه كريستيان ألريكسين والمعنون بـ»الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط» هو الأكثر مبيعا وأهمية في الغرب اليوم، ويسعى باستخدام المنهجيات الحديثة لاكتشاف الانعكاسات المتعددة للحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة ما بين أغسطس 1914 - نوفمبر 1918.

ويبحث الحروب التي دارت في هذه المنطقة بين الروس والعثمانيين في القوقاز، وقوات الإمبراطورية البريطانية والفرنسية والعثمانية في «غاليبولي» والقوات البريطانية والهندية والعثمانية في فلسطين وبلاد ما بين النهرين «العراق» فضلا عن بعض المعارك الصغيرة المتناثرة في أماكن أخرى من شمال أفريقيا.

بعض من هذه المعارك خلدته الذاكرة الوطنية والتاريخية، وتعد غاليبولي المثال الأبرز لذلك، وسيتم الاحتفال بالذكرى المئوية لها في أبريل 2015 في كل من تركيا وأستراليا ونيوزيلندا.

حجم الاحتفالات التي تجري بين 2014 و2018 تشهد على الجاذبية العامة والسياسية لهذه الحرب والقدرة الدائمة على تسييس المناسبات الوطنية.

ويتألف الكتاب من ثلاثة أجزاء رئيسية، فالجزء الأول يحدد أماكن وقوع الأحداث في فصلين ويتناول الخلفية التاريخية وسياق العوامل المتغيرة للحملات العسكرية التالية.

والفصل الأول يبحث الاقتصاد السياسي الدولي للإمبراطورية في تشكيل معالم التنمية الإقليمية في نصف - قرن إلى 1914، ويركز ليس فقط على المسارات المختلفة للإمبراطورية العثمانية، البريطانية، الفرنسية والروسية في الشرق الأوسط في السنوات التي سبقت مباشرة اندلاع الحرب العالمية الأولى، وإنما أيضا على الاستجابات المتباينة للقادة المحليين والنخب وكيف تلاءمت مع تلك الأحداث، والفصل الثاني يبرز من خلال التوثيق التحديات اللوجستية والإدارية والبيئية الخاصة للحملات العسكرية في الشرق الأوسط.

والجزء الثاني يتضمن أربعة فصول تكشف بعمق فترة الحملات العسكرية في جميع أنحاء المنطقة، فالفصل الثالث يتناول الصراع من أجل الهيمنة في القوقاز بين الإمبراطورية العثمانية والروسية، بالرغم من أنها لا تعد بشكل دقيق جزءا من الرقعة الجغرافية «للشرق الأوسط»، هذه الحملات هي جزء لا يتجزأ من أي دراسة للحرب على المنطقة ككل، كما أنها أسهمت في إنهاك قدرات العثمانيين وأضعفت بشكل كبير الأداء العسكري اللاحق في فلسطين وبلاد ما بين النهرين.

وكان الجانب العرقي والديني أيضا لحملة القوقاز عاملا أساسيا في انتعاش وشحذ الهويات في الأنظمة السياسية الحاكمة للإمبراطورية الروسية والعثمانية على حد سواء.

ومثل كل الإمبراطوريات، كانت عابرة للحدود الوطنية وتحوي في جوفها في الوقت نفسه الأقليات العرقية والدينية، ومن ثم كانت عواقب تسيس «الهوية» حادة.

وكارثة الأرمن هي المثال الأكثر شهرة، ولكن العديد من النماذج والحالات الأخرى مثل التهجير القسري الجماعي واستهداف السكان المدنيين على كلا الجانبين حدث أيضا.

في الفصول، الرابع والخامس والسادس، تحليل للتحولات باتجاه الحملات العسكرية التي قادتها بريطانيا في الشرق الأوسط.

والجزء الثالث يتكون من فصلين يعالجان الأفكار الرئيسية والمناظرات وخبرات فترة الحرب في الشرق الأوسط والتيلا تزال فاعلة إلى اليوم.

ويستكشف الصراع من أجل السيطرة السياسية على الشرق الأوسط الجديد مثل اختفاء الثوابت القديمة وفتح إمكانات وآفاق جديدة في الفصل السابع، بالإضافة إلى دفع المنافسات الاستعمارية قدما إلى الأمام ولفترة طويلة، ويركز الفصل على مجموعة معقدة ومتناقضة من الاتفاقات السرية في فترة الحرب والتي كانت – وما تزال منذ ذلك الوقت - متنازعا عليها، ويغطي أيضا تطور فن الخطاب والبلاغة السياسية في فترة الحرب، والتي شهدت توافقا تدريجيا على دعم مبدأ تقرير المصير الوطني، وينتهي الكتاب مع الفصل الثامن واصفا التسويات المضنية واستحقاقات ما بعد الحرب التي شكلت في نهاية المطاف ظهور نظام - الدولة الحديثة.