فورين بوليسي: إيران أصل المشكلة

حذر تقرير حديث من أن أي تنسيق محتمل للتعاون بين الولايات المتحدة وإيران بشأن مواجهة الجهاديين في العراق، سيكون كارثيا على واشنطن والشرق الأوسط

حذر تقرير حديث من أن أي تنسيق محتمل للتعاون بين الولايات المتحدة وإيران بشأن مواجهة الجهاديين في العراق، سيكون كارثيا على واشنطن والشرق الأوسط

الاحد - 22 يونيو 2014

Sun - 22 Jun 2014



حذر تقرير حديث من أن أي تنسيق محتمل للتعاون بين الولايات المتحدة وإيران بشأن مواجهة الجهاديين في العراق، سيكون كارثيا على واشنطن والشرق الأوسط في الوقت نفسه.

وأكد ان تحالفا من هذا النوع سيكون خطأ فادحا «لأنه سيؤكد للمسلمين السنة في المنطقة وهم الأغلبية وجهة النظر السائدة بأن الولايات المتحدة تتآمر مع الشيعة ضدهم»، وتلعب نفس اللعبة القديمة - الجديدة للقوى الاستعمارية للسيطرة على الشرق الأوسط وموارده الطبيعية.

وذكر تقرير مجلة «فورين بوليسي» أن تنظيم داعش يمثل جزءا من القصة في العراق اليوم وليس كل الحقيقة، مشيرا الى أن إيران لا تختلف عن نظام بشار الأسد في دمشق فكلاهما يحاول أن يجعل «المشكلة الحقيقية» تتمثل في السعودية والدول الخليجية الأخرى ويصفها بأنها مصدر الإرهاب في المنطقة، وبالتالي أن «تصبح إيران هي الحليف الطبيعي للولايات المتحدة في القضاء على الإرهاب».

وتابع «هذا ليس سوى تزييف للحقيقة: الصحيح أن إيران هي التي احتضنت الجماعات الجهادية فضلا عن تأجيج الطائفية لسنوات في العراق والمنطقة بهدف السيطرة على الشرق الأوسط بعد أعقاب الغزو الأمريكي للعراق 2003».

وقال الباحث في قضايا الشرق الأدنى والأوسط برنارد هايكل أن الهيمنة الإيرانية في العراق بدأت مع صعود رئيس الوزراء نوري المالكي الذي أدار البلاد بطريقة طائفية عمياء واستخدم الاستبداد الممنهج ضد السنة المنافسين له، وكشف الغطاء عن وجه إيران الحقيقي في سوريا حيث دعمت نظام الأسد ضد مواطنيه ناهيك عن حشد طهران للموارد المالية والإيديولوجية والعسكرية الكبيرة للقتال بجانب الأسد.

وقال «النتيجة الملموسة والأثر الذي لا تخطئه العين أن إيران هي المسؤول الأول عن نشوء الحركات المتطرفة في العراق».

ووفقا للتقرير فان المفارقة التي ينبغي أن تقرأ الآن وبدقة شديدة هي أن تشجيع التيار السني لداعش ليس حبا في العنف أو حتى تأييدا للتنظيم، وإنما هو «الكراهية لممارسات إيران ورجالها في العراق»، ذلك لأن أهل السنة يدركون أن الجهاديين خطر عليهم وعلى العالم كله وهم يمثلون تهديدا مباشرا للسنة أنفسهم.

ويقول هايكل «لقد أسقطت العديد من الحقائق المهمة والمهيمنة على المشهد في سرد ما يحدث في العراق اليوم في سياق التحالف الأمريكي الإيراني المحتمل في الحرب على الإرهاب»: أولا فإن الانتفاضة في العراق وسوريا ليست مقتصرة على الجهاديين بل هي ثورة عامة ضد الظلم وحرمان السنة من حقوقهم واضطهادهم سياسيا.

ثانيا: أن التعاون بين الولايات المتحدة وإيران لمواجهة إرهاب داعش معناه توحيد جميع أهل السنة تحت راية الجهاد حيث سيؤكد هذا التحالف نظرية المؤامرة التاريخية: أن الصليبيين والزرادشتيين الفرس يتآمرون ضد الإسلام، ما من شأنه توظيف الجهاد ضد المصالح الأمريكية في العالم.

ثالثا: يمكن أن نتوقع أن تحارب إيران وسوريا هذه الجماعات الجهادية خدمة لمصالحها قصيرة الأجل، بينما كانت كل من الدولتين تتبنيان هذه الجماعات الراديكالية في السابق، وهي التي أطلقت سراحها لتحارب القوات الأمريكية في العراق، فقد أفرغت سجون الأسد مؤخرا من كل الجهاديين لمواجهة المعارضة السورية المعتدلة وهي حيلة محكمة نجحت حتى الآن، وأخيرا نجد أن إيران والجيش العراقي والمليشيات الشيعية لا تحتاج مساعدة من الولايات المتحدة لخوض الحرب ضد الإرهاب، فما تريده إيران وفقا لهايكل، هو القضاء على السنة المحرومين في العراق وهو ما سيؤدي إلى حرب سنية شيعية كبرى في المنطقة وهو ما يجب أن يقلق أمريكا.