90 % من مصابي الانفصال الشبكي يمكن علاجهم

تلعب شبكية العين دورا مهما في عملية الإبصار، كونها مسؤولة عن استقبال الضوء الساقط على العين بفضل ما تحتويه من ملايين الخلايا البصرية، لذا يساعد الاكتشاف المبكر لأعراض انفصال الشبكية، الذي قد يحدث بشكل غير ملحوظ، في الحماية من فقدان البصر

تلعب شبكية العين دورا مهما في عملية الإبصار، كونها مسؤولة عن استقبال الضوء الساقط على العين بفضل ما تحتويه من ملايين الخلايا البصرية، لذا يساعد الاكتشاف المبكر لأعراض انفصال الشبكية، الذي قد يحدث بشكل غير ملحوظ، في الحماية من فقدان البصر

الأربعاء - 04 فبراير 2015

Wed - 04 Feb 2015



تلعب شبكية العين دورا مهما في عملية الإبصار، كونها مسؤولة عن استقبال الضوء الساقط على العين بفضل ما تحتويه من ملايين الخلايا البصرية، لذا يساعد الاكتشاف المبكر لأعراض انفصال الشبكية، الذي قد يحدث بشكل غير ملحوظ، في الحماية من فقدان البصر.

وتتكون الشبكية من جزأين أساسيين هما مركز الإبصار، وهو المسؤول عن حدة الرؤية، والشبكية الطرفية التي عن طريقها يرى الإنسان الجوانب الشبكية محاطة من الخارج بطبقة غنية من الأوعية الدموية تسمى مشيمة العين لتغذيته.

النوع التشققي

وحول كيفية تحديد أعراض المرض وتشخيصه وعلاجه بأحدث الطرق والتقنيات الطبية المتطورة، أوضح استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالرياض الحاصل على الزمالة الكندية والبورد والأمريكي الدكتور محمد بن خثيلة أن المرضى المصابين بالانفصال الشبكي غالبا ما يعانون من النوع التشققي، من وجود عوائم فجائية في مجال الإبصار، وهي بقع سوداء أو شبكات عنكبوتية، أو وميض من الضوء.

وأشار الدكتور خثيلة إلى أن هذه الأعراض تحدث عادة عندما يحدث انفصال للهلام الزجاجي أو تمزق بالشبكية، ويعقب ذلك رؤية ظل أو ستارة أو سحب تبدأ من الرؤية الطرفية للفرد وتتنامى بصورة أكبر، ويحدث ذلك عند انفصال الشبكية، ويمكن أن يختلف معدل الانفصال الشبكي من عدة أيام إلى أسابيع بحسب عدة عوامل مثل عمر المريض وحجم وعدد التمزقات الشبكية.

تأخر العلاج

وأفاد بأن انفصال الشبكية عن مكانها الطبيعي يبدأ من الأطراف ثم ينتقل إلى الوسط، وقد يحدث بشكل تدريجي وجزئي أو قد يحدث فجأة وبشكل كلي، ويطلق الانفصال الشبكي على انفصال الشبكية عن المشيمة، والمشيمة هي المسؤولة عن توصيل الغذاء للشبكية، وبالانفصال يعني انفصال الغذاء عنها، ما يؤدي إلى تعطل وظيفتها وتصبح غير حيوية، وهذا يحدث مع تأخر العلاج.

وأكد أن الانفصال الشبكي يحدث في أي مرحلة عمرية للإنسان ولكلا النوعين من الذكور والإناث، لكنه أكثر شيوعا بعد سن الأربعين ويؤثر على الرجال بنسبة أكبر من النساء، كما أن الانفصال الشبكي أكثر شيوعا بين الأشخاص الذين يعانون من قصر نظر حاد، أو الذين يعانون من انفصال شبكي في العين الأخرى، إضافة إلى الأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثي في العائلة بحالات من الانفصال الشبكي، والمصابين بأمراض واضطرابات أخرى مرتبطة بالعين مثل اعتلال الشبكية السكري.

سبل العلاج

وشدد استشاري طب وجراحة العيون على سرعة تقديم العلاج بمجرد ملاحظة أعراض الانفصال، أو عند التعرض لحادث أو إصابة أو مرض في العين، وقد يجدي العلاج أو لا يجدي على الرغم من إجراء محاولات عدة، لافتا إلى إيجابية النتائج في حال تم إعادة الشبكية إلى مكانها قبل أن يحدث انفصال للمقلة. وأضاف: من خلال وسائل العلاج الحديثة، هناك %90 من المصابين بالانفصال الشبكي يمكن نجاح العلاج معهم، على الرغم من ضرورة اللجوء إلى علاج إضافي ثان مساعد، ويتوقف ذلك على اختيار مكان العلاج والطبيب المختص الذي سيباشر الحالة.

طرق علاجية

وأشار الدكتور الخثيلة إلى أنواع علاج الانفصال الشبكي ومنها العلاج بالليزر، فإذا كان الانفصال الشبكي صغير فيمكن علاجه في عيادة الطبيب، ولا يحتاج المريض إلى دخول غرفة العمليات، ويتم العلاج باستخدام أشعة الليزر التي تكوي التمزقات في الشبكية، مما يؤدي إلى تليفها، بينما تكون الأنسجة الليفية لسد أطراف الثقوب أو الشقوق أو التمزقات، وبالتالي تحول دون تسرب السوائل تحت الشبكية وحدوث الانفصال بينها وبين طبقة المشيمة.

ويأتي العلاج بالتجميد ثاني أنواع العلاج، بحسب الخثيلة، إذ يتم تجميد الأنسجة خلف أماكن التمزق، وبالتالي تليفها لسد أطراف التمزق، وذلك باستخدام (Nitrous oxide) وهذا إجراء بسيط يتم في عيادة طبيب العيون وبواسطة مخدر موضوعي، مشيرا إلى النوع الثالث من العلاج وهو العلاج بالغازات، ويمكن استخدام هذا العلاج بالإضافة إلى النوعين السابقين، للمزيد من تثبيت الشبكية وإعادتها إلى مكانها الطبيعي.

تحزيم صلبة العين

وقال: إن تحزيم صلبة العين يتم بوضع ضمادة أو حلقة من السيلكون على الصلبة، لتضغط على الشبكية وتثبتها في مكانها، وهذه الحلقة غير مرئية، لكنها تزيد من طول العين، لأنها تضغط عليها، ما يؤدي إلى حدوث قصر النظر أو الزيادة في قصره إذا كان موجودا في الأصل، ويوصى العلاج بالتجميد وأشعة الليزر مع تحزيم صلبة العين.

وتابع: إزالة الجسم الزجاجي تعد إحدى الحلول الأخرى التي يتم إجراؤها داخل حجرة العمليات، وكما يشير الاسم فإنها تتألف من الإزالة الجراحية للهلام الزجاجي، الذي بدوره يعمل على تقليل الشد على التمزق الشبكي الذي يسبب الانفصال الشبكي، وكما هو الحال بالنسبة للعمليات الأخرى يتم استخدام الليزر لسد التمزقات الشبكية، وبنهاية العملية يتم ملء العين إما بغاز أو زيت سليكوني، ويتخلص الجسم من الغاز ببطء، في حين يبقى الزيت السليكوني بصورة دائمة، ويجب إزالته من خلال عملية جراحية أخرى.

وأكد أن نجاح إعادة الشبكية إلى مكانها يتوقف على توقيت إجراء الجراحة بعد حدوث الانفصال الشبكي، فالسرعة مهمة جدا، وكلما كان حجم الانفصال ومكانه صغيرا وفي أطراف الشبكية كلما كان أسهل في العلاج.