الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في مرحلة الصمت

الجمعة - 16 سبتمبر 2016

Fri - 16 Sep 2016

حين انطلقت أعمال المترو في مدينة الرياض راهن البعض على أن هذا المشروع بحجمه الكبير يشكل تحديا قد لا نكون على قدره وغير مستعدين له، وأذكر حين بدأت الأعمال على أرض الواقع وما رافقها من إغلاق طرق وتحويلات وظهور أزمات مرورية أن الجميع كان خائفا وغير متيقن من المشروع ومن تنفيذه، وكانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المشرف والمسؤول الحصري عن أعمال المترو تقول للجميع بلغة إعلامية أنيقة إن لكل جديد جدته وإن كل شيء على أرض الواقع الآن سنتمكن جميعا من التعايش معه والتأقلم مع الظروف الراهنة، البعض شكك ولم يصدق أن أهالي مدينة الرياض سيقبلون هذه التغييرات والإجراءات من إغلاقات وتحويلات وأزمات، لكن الهيئة بقيت مصرة على موقفها ومراهنة على مدى وعي وتفهم سكان مدينة الرياض ورغبتهم في التخلص من ملف المرور السلبي فيها حتى لو لزم الأمر بضع سنوات من المعاناة والصبر والتجلد.



وأجزم اليوم أن الهيئة نجحت في رهانها وكسبته، لأن ما نلمسه اليوم واقعا وليس ادعاء هو تفهم الناس لمشروع المترو وما يرافقه من إنشاءات وحفريات وإغلاقات، وها نحن على أعتاب العام الرابع والكل بدأ يستشعر أن المهمة ليست مستحيلة، نعم صعبة، لكن شبابنا بقدراتهم وخبراتهم وحبهم لمدينتهم ودعم القيادة الرشيدة والأهم بتوفيق الله، قادرون على تحقيق المراد وإنهاء المشروع، وإن حصل بعض من تأخير هنا أو هنالك وهذا أمر طبيعي لا يتنافى مع أسس المفاهيم الهندسية الإنشائية في العالم كله، شباب الهيئة تحدوا وكانوا عند تحديهم، وأهل الرياض صبروا وتحملوا ووعدوا أنهم لأجل مدينتهم عاصمة وطنهم الحبيب سيستمرون داعمين مؤازرين متفهمين لمثل هذه المشاريع الحيوية الضخمة.



من أهم ما تميزت به الهيئة في السنوات الماضية من عمل المشروع قدرتها على التجاوب السريع مع النداءات، والقدرة المتميزة لدى شبابنا السعودي في الهيئة على معالجة السلبيات فور ظهروها وعدم تأجيل عمل اليوم للغد، ولقد لمس المواطن هذا ووجد كيف أن آلية التواصل والاتصال مع الهيئة سهلة جدا، وأن التجاوب سريع وأن لكل مشكلة حلا، وللحل نفسه أكثر من بديل، هذا ما جعلنا جميعا واثقين من أن الهيئة تعرف جيدا ما تقوم به، وأن عملها منضبط ومتطور ومتجاوب، وبطبيعة الحال فإن مثل هذه المميزات لم تأت من فراغ بل أتت لوجود إدارة سليمة متطورة مهنية علما وعملا للهيئة والمشرفين عليها.



اقترب الموعد، لكن ما زال هنالك الكثير لننجزه ونعمله، ومجرد تخيل الرياض بقطارها وسهولة التنقل به، والسيطرة على ملفها المروري، والتحكم به بكل سهولة راحة لنا فإن هذا التخيل وحده يجعلنا مندفعين ومتحمسين لإنجاز المهمة، سنستمر على ما وعدنا به ونتحمل ونتفهم ونقولها لشباب الهيئة بكل وضوح وصراحة: استمروا في رهانكم علينا كما سنستمر في رهاننا عليكم لأن الرياض تستحق منا جميعا ذلك، وكلنا ثقة فيكم وفقكم الله، وإن العمل مهما صعب وطال فبالعزيمة والإصرار وتوفيق الله فوق كل شيء فلا بد أن ينجز يوما، ونحمد الله على نعمه التي تزاحمت علينا.



قلت في عنواني إن الهيئة في مرحلة الصمت لكنه صمت الواثق من نفسه الملتزم بعمله والمثابر عليه، نعم دعونا نعمل بصمت هو شعار جميل، لكن الهيئة تنفذه دون أن تطلبه، بصمت سينجزون وينجحون لنفرح جميعا بإذن الله.