أحرار الهند مجموعة غامضة تهدد السلام في باكستان

استأنفت الحكومة ومتمردو حركة طالبان في باكستان الحوار، لكن مجموعة غامضة تبنت الهجوم الأخير في إسلام آباد، الأكثر دموية في العاصمة منذ نحو ست سنوات، تهدد بقطع الطريق أمام أي تقارب

استأنفت الحكومة ومتمردو حركة طالبان في باكستان الحوار، لكن مجموعة غامضة تبنت الهجوم الأخير في إسلام آباد، الأكثر دموية في العاصمة منذ نحو ست سنوات، تهدد بقطع الطريق أمام أي تقارب

الثلاثاء - 11 مارس 2014

Tue - 11 Mar 2014



استأنفت الحكومة ومتمردو حركة طالبان في باكستان الحوار، لكن مجموعة غامضة تبنت الهجوم الأخير في إسلام آباد، الأكثر دموية في العاصمة منذ نحو ست سنوات، تهدد بقطع الطريق أمام أي تقارب.

ففي الأول من مارس الحالي أعلن مقاتلو حركة طالبان الباكستانية الذين تعرضوا لقصف الطيران الباكستاني قبل نحو عشرة أيام ،وقفا لإطلاق النار لمدة شهر من أجل استئناف عملية السلام مع الحكومة.

وللمرة الأولى لا يطالب المتمردون بأي شيء مقابل هذه الهدنة.

لكن بعد يومين، فتح مسلحون النار قبل أن يفجر انتحاريان نفسيهما مستهدفين محكمة واقعة في أحد الأسواق في قلب إسلام آباد حيث مقر الحكومة الذي بقي في منأى عن مسلسل اعتداءات ينسب لحركة طالبان الباكستانية ويدمي البلاد منذ 2007.

والحصيلة بلغت 11 قتيلا.

وتنفي حركة طالبان الباكستانية، أبرز مجموعة متمردة في البلاد، أي ضلوع لها في ذلك الهجوم الأكثر دموية منذ الاعتداء على فندق ماريوت في 2008.

لكن مجموعة جديدة باسم “أحرار الهند” أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.

وأفادت مصادر أمنية ومن طالبان أن المجموعة تشكلت في فبراير الماضي في وقت أطلقت فيه حكومة رئيس الوزراء نواز شريف وحركة طالبان بزعامة الملا فضل الله عملية سلام أمام دهشة الجميع.

وتبدو المواقف منذ البداية متباعدة بين حكومة تريد احترام الدستور وطالبان الذين يريدون فرض رؤيتهم المتطرفة للشريعة الإسلامية.

لكن على الرغم من ذلك وافق الطرفان على بدء محادثات.

وفي أول بيان لها نشر في 9 فبراير الماضي، نددت أحرار الهند بالعملية وأعلنت موقفها دون لبس، مشددة على وجوب أن توافق الحكومة على تطبيق الشريعة.

وقال الناطق باسمها أسد منصور “سنواصل الهجمات الانتحارية والمعركة المسلحة في باكستان حتى فرض الشريعة”، معلنا هجمات في كبرى مدن البلاد.

ويقود مجموعة أحرار الهند بحسب منصور، الملا عمر قاسمي وهو رجل غامض أكدت عدة مصادر طالبانية أنها لم تسمع به من قبل.

وقد تسربت معلومات شحيحة عن هذه المجموعة الصغيرة، وأشار مصدر إلى أنها أقامت مقر قيادتها بالشرق الأفغاني، فيما أشار آخر إلى أن هؤلاء يتحدرون من البنجاب بوسط باكستان.

إلا أن عددا من شهود العيان أكدوا أن المهاجمين كانوا يتحدثون بلغة البنجاب وليس البشتو لغة القبائل شمال غرب باكستان معقل الطالبان.

وثمة عنصر آخر غير مؤكد هو قدرة أحرار الهند على جمع مقاتلي طالبان الرافضين للحوار مع الحكومة.

وقال قيادي طالباني إن الأحرار على اتصال بأربعة أو خمسة فصائل منشقة وكذلك بأنصار بدر منصور قائد الذراع الباكستانية لتنظيم القاعدة الذي قتل في فبراير 2012 بنيران طائرة أمريكية بدون طيار.

وتؤكد أحرار الهند من جهتها أنها انشقت عن حركة طالبان الباكستانية الشهر الماضي بسبب محادثات السلام.

لكن لا يبدو أي شيء، مؤكدا بنظر عدد من المحللين الذين يشككون في أن تكون هذه المجموعة جزءا لا يتجزأ من استراتيجية طالبان الذين يشتبه بأنهم أعلنوا هدنة لإعادة جمع قواهم سرا.

وقال سيف الله خان محسود مدير مركز الأبحاث حول المناطق القبلية التي تشكل القاعدة الخلفية للحركة الجهادية بالمنطقة الواقعة في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان، “بالنسبة لي إنهم جميعهم سيان.

فهم مستقرون بالأماكن ذاتها ويتقاسمون المعسكرات ذاتها”.

ولفت المحلل سعد محمد إلى أن هجوما منسقا مثل الهجوم على محكمة إسلام آباد شارك فيه العديد من المقاتلين، انتحاريان مع أسلحة رشاشة وسترات ناسفة وقنابل يدوية، هو عمل مجموعة مدربة ومنظمة بشكل جيد.

وأشار إلى أن “خزانات الانتحاريين تقع في منطقة شمال وزيرستان القبلية وهم يعملون بالتعاون مع طالبان الباكستانية وشبكة حقاني (طالبان أفغان).

فكيف يمكن أن تنفي طالبان أن يكون هؤلاء الانتحاريون من شمال وزيرستان؟