جولة مع معالي أمين جدة

لا ينكر الجهود إلا جاحد، ولا يبخس حقوق الناس إلا جبار عنيد، وأعوذ بالله أن أكون ناكرا لجهود الأمانة أو أن أبخس حقها في المدح والثناء حين يستحقون ذلك، ولكن، وبعد لكن يبدأ الجد وينتهي الهزل، ولكن جدة يا سادة لازالت مليئة بالحفر في شوارعها، ولازالت بعض شوارعها تحت وطأة (بطانيج) و(تعاريج) و(تطاعيج) أسفلتها!

وبعض شوارعها الداخلية في بعض أحيائها العريقة تئن وتون وتتأوه من حالها المبكي، فالأخرام المخرمة والخدود المعرجة والجلد الزائد في أطراف أحشائها ظاهر للعيان!

وكنت قد طلبت سابقا وأكررها الآن، وطلبي والله بسيط لكن يحتاج لجرأة من معالي الأمين، بأن يعطيني الأمان لأصحبه في جولة سرية، بشرط أن يسمح لي أن أستعير من أحدهم سيارة عادية لا تتضمن مساعدات هيدرولوكية ولا بالون توازن في المقصات، حيث إن السيارات الفارهة (ما شاء الله) تخفف من وطأة عيوب الشوارع وتتحول كفلاتر السناب شات التي تحسن وجه القبيحة لتجعلها مليحة!

معالي الأمين لو سمحت لي بهذه الجولة سأجعلك تشعر بالصدمة ولن يرضيك حال بعض شوارع جدة التي تقع تحت مسؤولية أمانتك وأنت أمين جدة! معالي الأمين لن أذهب بك إلى أطراف المدينة التي لم يصلها التطوير بعد، سأصحبك إلى حي قديم كنموذج، حي السلامة مثلا سأطوف بك حول شوارع حيوية داخل الحي لترى بعينك إلى أين وصل السوء في حال شوارعها، بل وربما (ولا أجزم) قد تدفعك الحمية لإقالة المسؤولين فورا عن أعمال صيانة وسفلتة الشوارع في هذه المنطقة الصغيرة، ولو أردت نماذج أخرى فوالله لن تتعب او تغلب، فجولة سريعة في حي الحمدانية ستجعلك غير مصدق لبعض الخنادق التي ستراها بأم عينيك.

معالي الأمين، لا أقول قولي هذا مبالغة أو تهويلا، أقول قولي هذا لأن جدة تستحق أن تكون أجمل المدن، وشوارعها تئن أنينيا أسمعه كل يوم في شكاوى الناس وتأثر مركباتهم وخسارتهم المتكررة بسبب سوء الشوارع والطرقات، معالي الأمين، حتى وإن لم يعجبك عرضي لأصطحبك في هذه الجولة، فهذا حقك ولربما مشاغلك تمنعك، لكن تذكر أن جدة أمانة في عنقك فلا تنشغل عنها بحجة الاهتمام بها، فالواقع مرير حين يكون الحديث عن سوء أغلب الشوارع والطرقات، خذها نصيحة من محب او تجاهلها ففي النهاية التاريخ يكتب بقلم الواقع فإما نذكر المسؤول بخير ونتذكر فترته العملية وإما..... وأنت أعرف والسلام ختام.