الهامسون على قناة العربية
الاثنين - 28 أغسطس 2023
Mon - 28 Aug 2023
لعل قناة العربية، تظل مطلبا للكثير من متابعي الأخبار العالمية الطازجة باللغة العربية الفصحى، مع تمايز ومفاضلة بينها وبين عدد من القنوات الإخبارية المحلية والعالمية بمقاييس المصداقية والإداء المتميز، والخبر الحي، وانتشار المراسلين، والمواكبة الديناميكية للأحداث، واللقاءات الساخنة، والتجدد والمعالجات السياسية، واحترام عقلية واهتمامات المشاهدين.
ومن أهم عوامل جذب المشاهد نوعية المذيع النجم بحضوره المحبب، قوي البديهة، عميق الثقافة، والقادر على إدارة مسارات الحوارات بشكل ذكي متزن منطقي مشبع للفضول.
المذيع الكفء هو من يجيب بصوته وملامحه ونظراته ولغة جسده وعمق ثقافته وتفاعلاته على تساؤلات المشاهد المتعطش للمعرفة السياسية، ضمن إلمامه بالمواضيع من شتى جوانبها، بحديث متسلسل، وذكاء في استدعاء الشارد من الأحداث، والأناقة في اختيار الكلمات، وعدم المقاطعة، إشباعا لذائقة وفضول المهتمين بالسياسة.
البعض سيحدد أن المعد أو المخرج الداخلي المعلم، هو من يشيل الليلة بأكملها، وحسب ما يصبه في أذن المذيع من مواد وإشارات شاملة معدة بشكل تفاعلي حساس، وهذا أمر واقع يشكل أسس الجودة والإبداع في منظومة العمل المشترك، ولكن المذيع الواجهة يكتسب بثقته وثقافته خلاصة ما يدور، كونه يحمل سكين الكلمة الفصل على الشاشة، فإما أن يتمكن من جذب المشاهدين إلى الأحداث، أو أن يبدع في تطفيشهم، وجعلهم يتلمسون أزرار الريموت كنترول للهروب إلى قناة تهبهم القرب والراحة والخبر بأدق وأقوى وأوضح صوره.
ولعل ما يضايق المشاهد ويجبره على المفاضلة بين المذيعين، كون أحدهم طاووسا متكلفا في كلماته، متعجرفا في إخراج حروفه وعباراته وهمساته، وكأنه مدمن شيشة يتوق لتجرع أنفاس من الهواء قبل وبعد كل جملة ينطقها، وهذا يعد من أهم العيوب الأساسية الجوهرية في تكوين واختيار المذيع، الذي من المفترض أن تكون قوة وصفاء صوته سلاحه الحاضر الأمثل، فلا يهمس كما الهامس لنفسه، ولا يتحشرج، بل يفرض منزلته بجهورية صوته محترفا على مسرح الاستديو بتمثيل أدوار تأطير وإظهار الأخبار السياسية الحماسية، التي تحتاج للصوت الصادح، الذي لا يشكك المشاهد في معانى الكلمات، ولا يجبره على رفع الصوت للتمييز من بين أصوات تشويش وموسيقى فواصل ومداخلات متحاورين على الشاشة معه.
الصوت الكريستال القوي دعامة رسوخ ضرورية لمذيع ومذيعة الأخبار، وكلما كانت شخصية الصوت نقية واضحة، برع في أداء مهام الإشهار الإخباري بالطاقة القصوى، ودون تصنع، متخطيا حرج وضعف القدرة على تأكيد مخارج الألفاظ.
المذيع الحريص على جمهوره، وعلى مستويات الأداء، فنان نوتات موسيقية يحتاج لتقوية حباله الصوتية وإدامة الجلاء ونقاء الأنفاس بتمارين الحبال الصوتية اليومية لجعل حضوره أكثر وضوحا وجلاء ونقاء، وتميزا ومواكبة لأهمية الأحداث.
لن أذكر أسماء مذيعين بعينها، ولكن الهامسين حقيقة يشوهون ميزة الظهور العلني على أكبر القنوات الفضائية العربية، وفي أحداث جسيمة ومواضيع مهمة حرجة، ويحق للمشاهد مطالبتهم بسلامة ووضوح الألفاظ ليسهل عليه تناول وجبته الإخبارية بكل هدوء ويسر، ودون إقلال راحته بالقرب والبعد عن الشاشة، ورفع وإخفاض الصوت، كما أن له الحق في طلب الاستمتاع بطرق أدائهم المتميزة الذكية إن وجدت، وبأصواتهم الرنانة المتميزة المعبرة بفتحة الفم عن كل حرف ينطقونه، وبعيدا عن الهمس، المشابه لتشويش النقل بين أصوات وصور ومقاطع واقع الأحداث، التي يتناولونها.
shaheralnahari@
ومن أهم عوامل جذب المشاهد نوعية المذيع النجم بحضوره المحبب، قوي البديهة، عميق الثقافة، والقادر على إدارة مسارات الحوارات بشكل ذكي متزن منطقي مشبع للفضول.
المذيع الكفء هو من يجيب بصوته وملامحه ونظراته ولغة جسده وعمق ثقافته وتفاعلاته على تساؤلات المشاهد المتعطش للمعرفة السياسية، ضمن إلمامه بالمواضيع من شتى جوانبها، بحديث متسلسل، وذكاء في استدعاء الشارد من الأحداث، والأناقة في اختيار الكلمات، وعدم المقاطعة، إشباعا لذائقة وفضول المهتمين بالسياسة.
البعض سيحدد أن المعد أو المخرج الداخلي المعلم، هو من يشيل الليلة بأكملها، وحسب ما يصبه في أذن المذيع من مواد وإشارات شاملة معدة بشكل تفاعلي حساس، وهذا أمر واقع يشكل أسس الجودة والإبداع في منظومة العمل المشترك، ولكن المذيع الواجهة يكتسب بثقته وثقافته خلاصة ما يدور، كونه يحمل سكين الكلمة الفصل على الشاشة، فإما أن يتمكن من جذب المشاهدين إلى الأحداث، أو أن يبدع في تطفيشهم، وجعلهم يتلمسون أزرار الريموت كنترول للهروب إلى قناة تهبهم القرب والراحة والخبر بأدق وأقوى وأوضح صوره.
ولعل ما يضايق المشاهد ويجبره على المفاضلة بين المذيعين، كون أحدهم طاووسا متكلفا في كلماته، متعجرفا في إخراج حروفه وعباراته وهمساته، وكأنه مدمن شيشة يتوق لتجرع أنفاس من الهواء قبل وبعد كل جملة ينطقها، وهذا يعد من أهم العيوب الأساسية الجوهرية في تكوين واختيار المذيع، الذي من المفترض أن تكون قوة وصفاء صوته سلاحه الحاضر الأمثل، فلا يهمس كما الهامس لنفسه، ولا يتحشرج، بل يفرض منزلته بجهورية صوته محترفا على مسرح الاستديو بتمثيل أدوار تأطير وإظهار الأخبار السياسية الحماسية، التي تحتاج للصوت الصادح، الذي لا يشكك المشاهد في معانى الكلمات، ولا يجبره على رفع الصوت للتمييز من بين أصوات تشويش وموسيقى فواصل ومداخلات متحاورين على الشاشة معه.
الصوت الكريستال القوي دعامة رسوخ ضرورية لمذيع ومذيعة الأخبار، وكلما كانت شخصية الصوت نقية واضحة، برع في أداء مهام الإشهار الإخباري بالطاقة القصوى، ودون تصنع، متخطيا حرج وضعف القدرة على تأكيد مخارج الألفاظ.
المذيع الحريص على جمهوره، وعلى مستويات الأداء، فنان نوتات موسيقية يحتاج لتقوية حباله الصوتية وإدامة الجلاء ونقاء الأنفاس بتمارين الحبال الصوتية اليومية لجعل حضوره أكثر وضوحا وجلاء ونقاء، وتميزا ومواكبة لأهمية الأحداث.
لن أذكر أسماء مذيعين بعينها، ولكن الهامسين حقيقة يشوهون ميزة الظهور العلني على أكبر القنوات الفضائية العربية، وفي أحداث جسيمة ومواضيع مهمة حرجة، ويحق للمشاهد مطالبتهم بسلامة ووضوح الألفاظ ليسهل عليه تناول وجبته الإخبارية بكل هدوء ويسر، ودون إقلال راحته بالقرب والبعد عن الشاشة، ورفع وإخفاض الصوت، كما أن له الحق في طلب الاستمتاع بطرق أدائهم المتميزة الذكية إن وجدت، وبأصواتهم الرنانة المتميزة المعبرة بفتحة الفم عن كل حرف ينطقونه، وبعيدا عن الهمس، المشابه لتشويش النقل بين أصوات وصور ومقاطع واقع الأحداث، التي يتناولونها.
shaheralnahari@