ثقافات أهل المعاق
الاثنين - 31 يوليو 2023
Mon - 31 Jul 2023
والأمر هنا ليس مسميات تزيين الواقع، فالمعاق يظل معاقا حتى ولو وهبناه أبدع التسميات، والوضوح مهم ومفيد لمن يعي ويساعد، ولو بنشر ثقافة إنسانية تحترم وتعتني، وتساعد المعاق وأهله، ممن يعانون في صمت، أو يرفعون صوت استغاثة.
السعودية توطن فيها زواج الأقارب، وهذا علميا ووراثيا غير محبذ، لما يؤدي إليه من حالات الإعاقات المختلفة للأطفال، وحدث ولا حرج عن رحلة الأهل العسيرة المريرة، منذ اكتشاف الحالة، وحتى يوم الرحيل.
ثقافة أهل المعاق تختلف، فمنهم من ينكر ويستسلم، ومنهم من يسعى ويتعلم الأسس والتطورات، وكيفية التعامل مع حالة المعاق الخاصة، ومع المجتمع، الذي يشارك ولو بالنظرات المختلسة، وهز الرأس، والدعاء السري والعلني الجارح.
بعض الأهالي يخجلون من وجود المعاق، وبعضهم يدفنونه في عزلة وإنكار، بين خوفه ووحدته، فلا يسمع منه إلا صرخات تعلو في أوقات غفلة النوافذ المفتوحة، وكل ذلك خوفا من تكوين دليل وراثة في العائلة، ربما تحد من التزاوج معها.
وتتباين ثقافات الأهل، حسب اختلاف نفسياتهم وتعليمهم، وطغيان رحمتهم، وشجاعة وضوحهم، وحسب تقبلهم للمعاق بينهم فردا كريما من الأسرة له مكانته، وحضوره ومشاركاته في البيت والمناسبات العائلية، متقبلين احتياجاته، وغير مكترثين برأي الآخرين.
المعاق العقلي يختلف عن بقية الحالات فيكون أقل تنبها بما يحدث، وقد يضحك في غير وقته، أو يبكي بدون سبب ظاهر، أو يقوم بحركات عبثية قد تؤذي نفسه وغيره، وثقافة الأهل ومساحات وعيهم هي ما يرسم الحدود، والمكانة، وقدراته على التعلم، والتوازن، بتشجيع لا يصد ولا يجفو، ودون ملل أو قرف.
موارد الاطلاع على المعلومات الطبية والنفسية لما يجب وما لا يجب متعددة، فالبعض يتجه للمستشفيات، والمعالجين الخاصين، ومراكز المعاقين بحثا عن المعرفة وطلبا للعون، والبعض يكتفي بما يجد على الصحف ومواقع التواصل، والبعض يتبع خبرة الكبار، وكثير ينجحون في بلوغ مرحلة ثقة التعامل والتوازن والرضا وتحفيز عاطفة المعاق، حتى لا يشعر بنقص أو خجل يحد من سعادته، وليس كل ولي ولا كل قريب بنفس قدرة ومعرفة وثقافة الآخرين، ومناطق الاستزادة تستمر، كون علوم ومعارف التعامل مع المعاقين تتطور يوما بعد يوم، ومن حق المعاق سعي أهله حثيثا لتجديد وتطوير وسائلهم، ومن واجب الأهل التأقلم مع حقيقة أن بينهم معاق، فتتميز أدوارهم بعظيم بذل جهودهم ليغدو محترما بين المجتمعات.
حالات الإعاقة تختلف، ولكل نوع منها درجات، والمراكز الطبية والتأهيلية متعددة، وبها الكثير من الحلول، ولكن لثقافة الأهل ومتابعتهم بأنفسهم الشأن الأهم، فلا يجب أن يتركوا المعاق لفترات طويلة في هذه المراكز، ولا يعاملونه ببرود، ولا يتركونه للخدم، ويهبونه من الحب والحرص والتعاشر، حتى يصبح فردا من الأسرة يكمل وجودها.
المعاق بركة للبيت، الذي يحتويه، وللقلب الذي يحتضنه، وللخاطر الإنساني، الذي يعرف كيف يقضي معه أوقاتا سعيدة، ويمده بالتحفيز للإبداع في أي مجال مهما كان بسيطا، وبأجمل وأرحم طرق السيطرة بالحب، وبدراية تعدل المائل، وتعالج العلة، وتكتب العلاقة الحميمة مع مشاعره الحية، مهما فقد قدرة التحكم والالتزام.
المعاق قد يكون أزمة عند بعض الأسر، ولكنه نعمة ومحبة وإخلاص وتفان عند من يدركون، ويتشاركون، ولا يقهرون ولا ينكرون.
shaheralnahari@
السعودية توطن فيها زواج الأقارب، وهذا علميا ووراثيا غير محبذ، لما يؤدي إليه من حالات الإعاقات المختلفة للأطفال، وحدث ولا حرج عن رحلة الأهل العسيرة المريرة، منذ اكتشاف الحالة، وحتى يوم الرحيل.
ثقافة أهل المعاق تختلف، فمنهم من ينكر ويستسلم، ومنهم من يسعى ويتعلم الأسس والتطورات، وكيفية التعامل مع حالة المعاق الخاصة، ومع المجتمع، الذي يشارك ولو بالنظرات المختلسة، وهز الرأس، والدعاء السري والعلني الجارح.
بعض الأهالي يخجلون من وجود المعاق، وبعضهم يدفنونه في عزلة وإنكار، بين خوفه ووحدته، فلا يسمع منه إلا صرخات تعلو في أوقات غفلة النوافذ المفتوحة، وكل ذلك خوفا من تكوين دليل وراثة في العائلة، ربما تحد من التزاوج معها.
وتتباين ثقافات الأهل، حسب اختلاف نفسياتهم وتعليمهم، وطغيان رحمتهم، وشجاعة وضوحهم، وحسب تقبلهم للمعاق بينهم فردا كريما من الأسرة له مكانته، وحضوره ومشاركاته في البيت والمناسبات العائلية، متقبلين احتياجاته، وغير مكترثين برأي الآخرين.
المعاق العقلي يختلف عن بقية الحالات فيكون أقل تنبها بما يحدث، وقد يضحك في غير وقته، أو يبكي بدون سبب ظاهر، أو يقوم بحركات عبثية قد تؤذي نفسه وغيره، وثقافة الأهل ومساحات وعيهم هي ما يرسم الحدود، والمكانة، وقدراته على التعلم، والتوازن، بتشجيع لا يصد ولا يجفو، ودون ملل أو قرف.
موارد الاطلاع على المعلومات الطبية والنفسية لما يجب وما لا يجب متعددة، فالبعض يتجه للمستشفيات، والمعالجين الخاصين، ومراكز المعاقين بحثا عن المعرفة وطلبا للعون، والبعض يكتفي بما يجد على الصحف ومواقع التواصل، والبعض يتبع خبرة الكبار، وكثير ينجحون في بلوغ مرحلة ثقة التعامل والتوازن والرضا وتحفيز عاطفة المعاق، حتى لا يشعر بنقص أو خجل يحد من سعادته، وليس كل ولي ولا كل قريب بنفس قدرة ومعرفة وثقافة الآخرين، ومناطق الاستزادة تستمر، كون علوم ومعارف التعامل مع المعاقين تتطور يوما بعد يوم، ومن حق المعاق سعي أهله حثيثا لتجديد وتطوير وسائلهم، ومن واجب الأهل التأقلم مع حقيقة أن بينهم معاق، فتتميز أدوارهم بعظيم بذل جهودهم ليغدو محترما بين المجتمعات.
حالات الإعاقة تختلف، ولكل نوع منها درجات، والمراكز الطبية والتأهيلية متعددة، وبها الكثير من الحلول، ولكن لثقافة الأهل ومتابعتهم بأنفسهم الشأن الأهم، فلا يجب أن يتركوا المعاق لفترات طويلة في هذه المراكز، ولا يعاملونه ببرود، ولا يتركونه للخدم، ويهبونه من الحب والحرص والتعاشر، حتى يصبح فردا من الأسرة يكمل وجودها.
المعاق بركة للبيت، الذي يحتويه، وللقلب الذي يحتضنه، وللخاطر الإنساني، الذي يعرف كيف يقضي معه أوقاتا سعيدة، ويمده بالتحفيز للإبداع في أي مجال مهما كان بسيطا، وبأجمل وأرحم طرق السيطرة بالحب، وبدراية تعدل المائل، وتعالج العلة، وتكتب العلاقة الحميمة مع مشاعره الحية، مهما فقد قدرة التحكم والالتزام.
المعاق قد يكون أزمة عند بعض الأسر، ولكنه نعمة ومحبة وإخلاص وتفان عند من يدركون، ويتشاركون، ولا يقهرون ولا ينكرون.
shaheralnahari@