النقد وصناعة بيئة العمل السعيدة
الأربعاء - 19 يوليو 2023
Wed - 19 Jul 2023
تتطابق صور جودة أداء العمل ظاهريا وخارجيا في عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة.
وفي البعض منها يحدث التباين نتيجة صراعات بين إدارات بائدة وسائدة، ما يؤثر على البيئة والأداء، ويستدعي الإنذارات والعقوبات والشحن لإعادة طابع عمل الخط الواحد.
وإذا ساء الأداء برز النقد الداخلي للعمل، والذي قد يدور في الأروقة بصور نميمة وتشكيك، أو يمتطي صهوة الصحافة، وعبثية مواقع التواصل، ما يستدعي الكثير من الترتيبات، ومن أولها منع العاملين بالمؤسسة من كتابة أو نشر آرائهم فيما يحدث في الداخل.
في عقود العمل فقرة يوقع عليها الموظف الجديد بعدم إفشاء أسرار العمل، واتباع المرجعية الإدارية الطبيعية عند ملاحظة أي أخطاء.
ولكن بعض الموظفين ينسون أو يتناسون ذلك، فتجدهم ينتقدون سير العمل، بطرق فجة، تستغل الخلل، وتعطل رؤية الإنتاج والتطوير.
في معظم أماكن العمل هنالك طرق للشكوى، وإبداء الملاحظات والاقتراحات من قبل جميع المنسوبين، وبعض المدراء يجدولون اجتماعات دورية مع مختلف تدرجات منسوبي المؤسسة لسماع آرائهم، ومواصلة التحسين، وتعديل المائل، ومنع تفرد الإدارة الحالية وبطانة المدير بكامل مفاتيح رؤية المؤسسة.
بعض المؤسسات تعمل في صمت لبلوغ أهدافها، وبعضها تسعد بدخول عوالم الصحافة، والميديا، ويكون لهم أعوان ومشاهير من داخل أو خارج المؤسسة يتم تسخيرهم لزيادة البريق والتطبيل لكل عمل مهما كان روتينيا.
والبعض يكتفي بتكليف إدارة علاقات عامة فاعلة، وناطق رسمي للمؤسسة، مع منع بقية العاملين بالداخل من نشر أي معلومات قد تضر بسير العمل.
وعلى ذلك يتم تكوين بيئة العمل المتوازنة السعيدة، بشيء من هذا وذاك، وكم تسعد الإدارة بأن يكون ما يقال عنها داخليا يتماشى مع مؤشرات القياس العلنية، التي تستعين بجهات خارجية لقياسها وإبرازها.
بيئة العمل السليمة السعيدة ليست فقط إمكانيات ومساحات، ولكنها تكامل جودة أداء يعتمد على ما تزرعه الإدارة بين الموظفين من ثقة، وما تزاوله من استماع للرأي، واحترام التناسق والمرجعيات، وحرص الجميع على تقارب صور المؤسسة الداخلية مع صورتها الخارجية، والعودة للقياس دوريا، من قبل جهات خبرة نزيهة تكتشف وتعالج ما يمكن أن يعكر صفو البيئة من تعمية، وهياط، وعصبية وعنصرية، تضع الشخص في غير مكانه.
المدير المتمكن الناجح يلم بكل تلك الجوانب والمتغيرات، ويشعر بأحوال وتطلعات موظفيه من جميع المستويات، وهو من لا يترك السوط بأيدي فئة، تظهر له أن الأمور «تمام».
وكثير من المدراء عندما تأتيه شكوى، أو اقترح يتحقق منها بنفسه، سعيا للأفضل، والبعض يرمي بالشكوى أو المقترح إلى مستفيد من زبانيته، فتنقلب الشكوى وبالا على من اشتكى، بتنحيته عن مسؤولياته، ومضايقته، ووضعه تحت رقابة موظف أصغر منه، ليكون عبرة لمن ينتقد أو يقدم ملاحظة لتحسين جودة العمل مستقبلا، ما يشيع أجواء الكآبة في المؤسسة، ويعلي طلبات النقل، أو التقاعد المبكر.
بيئة العمل السعيدة، تجعل الجميع يتعاملون مع وظائفهم، وكأنها مشاريعهم الخاصة، وكلما دامت الأبواب منفتحة، والتعامل صادقا راقيا، تمكن المدير من تقريب صورة المؤسسة الداخلية إلى صورتها الخارجية، والسيطرة على النقد الداخلي الهدام، ودون بهرجة فاضية، ودون جعل المناصب أبراجا عاجية، يرتقي فوقها المحظون، ويئن تحت تهميشها من لا صوت لهم.
shaheralnahari@
وفي البعض منها يحدث التباين نتيجة صراعات بين إدارات بائدة وسائدة، ما يؤثر على البيئة والأداء، ويستدعي الإنذارات والعقوبات والشحن لإعادة طابع عمل الخط الواحد.
وإذا ساء الأداء برز النقد الداخلي للعمل، والذي قد يدور في الأروقة بصور نميمة وتشكيك، أو يمتطي صهوة الصحافة، وعبثية مواقع التواصل، ما يستدعي الكثير من الترتيبات، ومن أولها منع العاملين بالمؤسسة من كتابة أو نشر آرائهم فيما يحدث في الداخل.
في عقود العمل فقرة يوقع عليها الموظف الجديد بعدم إفشاء أسرار العمل، واتباع المرجعية الإدارية الطبيعية عند ملاحظة أي أخطاء.
ولكن بعض الموظفين ينسون أو يتناسون ذلك، فتجدهم ينتقدون سير العمل، بطرق فجة، تستغل الخلل، وتعطل رؤية الإنتاج والتطوير.
في معظم أماكن العمل هنالك طرق للشكوى، وإبداء الملاحظات والاقتراحات من قبل جميع المنسوبين، وبعض المدراء يجدولون اجتماعات دورية مع مختلف تدرجات منسوبي المؤسسة لسماع آرائهم، ومواصلة التحسين، وتعديل المائل، ومنع تفرد الإدارة الحالية وبطانة المدير بكامل مفاتيح رؤية المؤسسة.
بعض المؤسسات تعمل في صمت لبلوغ أهدافها، وبعضها تسعد بدخول عوالم الصحافة، والميديا، ويكون لهم أعوان ومشاهير من داخل أو خارج المؤسسة يتم تسخيرهم لزيادة البريق والتطبيل لكل عمل مهما كان روتينيا.
والبعض يكتفي بتكليف إدارة علاقات عامة فاعلة، وناطق رسمي للمؤسسة، مع منع بقية العاملين بالداخل من نشر أي معلومات قد تضر بسير العمل.
وعلى ذلك يتم تكوين بيئة العمل المتوازنة السعيدة، بشيء من هذا وذاك، وكم تسعد الإدارة بأن يكون ما يقال عنها داخليا يتماشى مع مؤشرات القياس العلنية، التي تستعين بجهات خارجية لقياسها وإبرازها.
بيئة العمل السليمة السعيدة ليست فقط إمكانيات ومساحات، ولكنها تكامل جودة أداء يعتمد على ما تزرعه الإدارة بين الموظفين من ثقة، وما تزاوله من استماع للرأي، واحترام التناسق والمرجعيات، وحرص الجميع على تقارب صور المؤسسة الداخلية مع صورتها الخارجية، والعودة للقياس دوريا، من قبل جهات خبرة نزيهة تكتشف وتعالج ما يمكن أن يعكر صفو البيئة من تعمية، وهياط، وعصبية وعنصرية، تضع الشخص في غير مكانه.
المدير المتمكن الناجح يلم بكل تلك الجوانب والمتغيرات، ويشعر بأحوال وتطلعات موظفيه من جميع المستويات، وهو من لا يترك السوط بأيدي فئة، تظهر له أن الأمور «تمام».
وكثير من المدراء عندما تأتيه شكوى، أو اقترح يتحقق منها بنفسه، سعيا للأفضل، والبعض يرمي بالشكوى أو المقترح إلى مستفيد من زبانيته، فتنقلب الشكوى وبالا على من اشتكى، بتنحيته عن مسؤولياته، ومضايقته، ووضعه تحت رقابة موظف أصغر منه، ليكون عبرة لمن ينتقد أو يقدم ملاحظة لتحسين جودة العمل مستقبلا، ما يشيع أجواء الكآبة في المؤسسة، ويعلي طلبات النقل، أو التقاعد المبكر.
بيئة العمل السعيدة، تجعل الجميع يتعاملون مع وظائفهم، وكأنها مشاريعهم الخاصة، وكلما دامت الأبواب منفتحة، والتعامل صادقا راقيا، تمكن المدير من تقريب صورة المؤسسة الداخلية إلى صورتها الخارجية، والسيطرة على النقد الداخلي الهدام، ودون بهرجة فاضية، ودون جعل المناصب أبراجا عاجية، يرتقي فوقها المحظون، ويئن تحت تهميشها من لا صوت لهم.
shaheralnahari@